حسن شعيب
منذ أسبوعين, قدم صديقي من سفره لا تبدوا عليه أي تغييرات ظاهريا, واعتقدت أنها كذلك من الداخل, حيث أن الوقت لم يسعفني لزيارته إلا بالأمس وقد كان ما لا أتخيله حتى هذه اللحظة.
دقت الساعة العاشرة مساءا وكنت بانتظار صديق آخر سنذهب سويا لزيارة هذا القادم من الخارج, ورغم قسوة البرد بالأمس إلا أننا قد كان لدينا إصرارا أن نذهب لهذا الحبيب الذي لم نراه منذ فترة بعيدة ونعيد الأيام الخوالي والتي لا يمكن أن ننساه - لله درها من أيام- وقد كان.
وأمام باب البيت تصافحنا بل وتعانقنا ثم دخلنا وأخذ الحديث يجري مجراه ويسرد لنا الصديق المغترب ما رآه وكيف أمضى تلك السنوات في هذه البلاد البعيدة.
استراليا ... إنها البلاد التي كان صديقي يعيش بها خلال الفترة الماضية, وبقدر ما سمعنا منه وتعالت بيننا الضحكات واخذ الحديث يملأ هذا الجو البارد بدفء المشاعر والعواطف والحب في الله, لكني حقا شعرت في حلق صديق مرارة لا يمكن وصفها من هذه ال... (لا أستطيع أن أسميها حياه) التي نعيشها في وطننا مصر.
وبتحسر على حالنا وحال المصريين, قص علينا الصديق انه ذات يوم وجد في البريد جوابا فلما فتحه أصيب بالدهشة فقد أرسلت له, ولبقية المواطنين بالطبع, البلاد "استطلاعا للرأي" في تغيير التوقيت الشتوي أم لا... بالطبع لم يصدق صديقي ما رآه إلا أنه ولدى تحققه من الأمر زادت حسرته على حال مصر وشعبها... فهل نرى ذات يوم تجرى انتخابات (لا أحلم باستطلاع للرأي عن التوقيت أو حتى رفع مستوى رغيف العيش أو غيره) في مصر مع توفر "احترام الإنسان" فحسب.