الثلاثاء، 10 أغسطس 2010

رمضان في حياتي.. بين الترغيب والترهيب


حسن شعيب

مع قدوم الشهر الكريم, أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات, ينتابني شعورٌ هو مزيجٌ بين البِشر والفرحة والسرور بهذا الشهر الفضيل وأنه خير شهور الدنيا وما يحمل فيه من أبواب المغفرة والرحمة للجميع عملا بقول سيد الخلق صلى الله عليه وسلم "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"॥ وغيرها من الأحاديث التي تحث على اغتنام هذا الشهر وهذه النفحة قبل أن تنفلت منا, وهذا ما يقودوني بدوره إلى الإحساس الآخر أن يفلت رمضان دون أن نكون نحن وإياكم ممن غفر لهم وكتبهم الله في عتقائه من النار।
هذا الحديث الذي طالما سمعته إلا وأحسست بقشعريرة تسري في أوصالي "رَغِم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يُغفَر له، قل: آمين..فقلتُ: آمين", وقفة يا سادة مع هذا الحديث بالله عليكم , شيء رهيب أن يهل علينا رمضان وقد أصبحنا من المرغمين أنوفهم أو ممن خابوا وخسروا, ودعوني أصارحكم, هذا الشهر الذي كثيرا ما يوصف بأنه كريم, لابد أن ننتبه أنه كذلك ضيف خطير فإن أكرمناه رفعنا وجعلنا ممن غفر لهم, أما, ويا ويلي من تلك, إن أهملناه فقد بوئت بالخسران المبين وصرت من الخائبين.
في هذه الآونة يكثر دعاء اللهم بلغنا رمضان, وكلما سمعت هذا الدعاء شعرت بتوجس وقلق رهيب وأضحيت مهموما, لأنني أخاف أن يرغم أنفي هذا الضيف العظيم الخطير, وبعد مرور ثلث الشهر أتذكر على الفور َ"رغِم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يُغفَر له، قل: آمين..فقلتُ: آمين, وأسمع قولهم لقد فات ثلثه بسرعة.
تعرفون لماذا أخافه أيضا, هذا الضيف, برغم ما فيه من تحصيل للثواب والحسنات وكثير مغفرة, إلا أنه يفضح من يُقّصر فيه ولا يغتنمه, بل ويذكرنا بأننا غير جاهزين للقاء ربنا, وكيف أننا لسنا من أهل الذكر والصلوات والفجر والقيام والتهجد والصدقة ويشعرنا بمدى بعدنا عن دستورنا قرآننا وعن المحافظة على تلاوته, إن هذا الضيف يا سادة يعرينا ويكشف ما نظل طوال العام نحاول أن نداريه أو نخفيه عن أنفسنا.
ثم يمضى ثلثاه وقد أحسست بالويل إن لم أكن من المغفورين لهم أو لم أغتنم عشره الأخير والذي أجتهد فيه قدر استطاعتي فأجري إلى المسجد معتكفا طيلة العشرة أيام, أتحرى فيها كل ثواب وكل طاعة وبطبيعة الحال أفتش فيها عن ليلة القدر, جعلنا الله وإياكم من الفائزين بها, ثم أظل أدعو وأدعو وأتبتل واخبت إلى الله عله يغفر لي ما فات, لكن وبرغم حسن ظني الكبير بالمولى عز وجل وثقتي برحمته وغفرانه, يمضي رمضان آفلا في الرحيل ولكني ما زلت أشعر بالحيرة أَغَفَر الله لي، أم رَغِم أنفي يا ويلي!...هل نجوت أم ضعت وخسرت।فاللهم إني أدعوك أن تجعل رمضان هذا العام أفضل رمضان مر عليّ, عسى أن تقبض روحي وقد غفرت لي ولا ترغم أنفي ولا تجعلني من الخائبين الخاسرين وارزقنا صحبة النبي العدنان صلى الله عليه وسلم وامنن علينا بالزيادة والنظر إلى وجهك الكريم .... قولوا آمين॥ الرابط
رمضان في حياتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق