الاثنين، 12 يوليو 2010

تفاءلوا بالخير تجدوه


حسن شعيب
كنتُ قد أخذتُ على نفسي عهدًا في الآونة الأخيرة ألا أبعث على الناس إلا ما يدفعهم دفعًا نحو المستقبل بأمل في الله وتوكل عليه وتفاؤل, أعلم أن الكثير من حضرتكم قد يسأل وهذا ما حدث مع بعضهم...أي شيء في حياتنا يبعث على هذا التفاؤل؟, ولأني أتمنى من سويداء قلبي أن ينعم الناس بحياة تكون فيها الابتسامة شعارًا والسعادة عنوانًا, وددت من كل قلبي أن نُؤصل للتفاؤل في حياتنا .... يا سادة, "أقبلوا على الله بقلوب يملؤها التفاؤل والأمل في القادم".
النبي المتفائل
وقديمًا قالوا تفاءلوا بالخير تجدوه, قالها لي أحدهم فأخذتُ أبحثُ عنها وأصلها, وهل وردت عن سيد الخلق (صلى الله عليه وسلم) أم ماذا, صدقًا لم أجد أنها من أقوال المصطفي صلى الله عليه وسلم كما قال الكثير من العلماء إلا أنهم أكدوا أن النبي محمد هو من جعل الفأل الحسن أصلًا في حياتنا وإسلامنا, مجسدًا خير نموذج له قولًا وعملًا, فالتفاؤل من الصفات النبيلة والخصال الحميدة التي حبا الله بها نبيه الكريم ورسوله العظيم.
لقد كان أبو القاسم (صلى الله عليه وسلم) يرفع شعار التفاؤل في كل أموره وشؤونه، في حلِّه وترحاله، في الحرب والسلم، في الجوع والعطش، ومن منا ينسى يوم أن كان مهاجرًا إلى المدينة فارًا بدينه وباحثًا عن موطن لدعوته, حيث ينحت لنا التفاؤل والأمل بكل معانيه وأقصى درجاته وبروزه عندما وعد سُراقة بن مالك, الذي كان يطارده ليظفر بالجائزة التي رصدتها قريش, بسواري كسرى.
وفي الرحلة ذاتها, يُرسخ لنا سيد الخلق استشعاره معية الله والثقة به وضرورة معنى التفاؤل في مشوار الدعوة أو التغيير الطويل: ( لا تحزن إن الله معنا), وفي غزوة بدر أخذ معلم البشرية يخبر الصحابة عليهم رضوان الله بمصرع رؤوس الكفر وصناديد قريش ليحثهم على القتال, مع قله عددهم, وهم واثقين ومتفائلين أن النصر قادم.
شربة ماء
وعندما نذكر تفاؤله صلى الله عليه وسلم, فأنّى لنا ألا نذكر يوم "إذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنون, هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا".. يوم غزوة الأحزاب وحفر الخندق وتبشيره صلى الله عليه وسلم بفتح مدائن كسرى وقيصر والحبشة وسيادة المسلمين عليها, يوم أن اعترضتهم صخرة تعسر على الكثير تفتيتها فكانت من نصيب النبي العدنان.
إنه التفاؤل يا سادة, السلوك الذي يصنع الشخصية الناجحة التي بدورها تصنع المجد لدينها ووطنها, باعتباره شعاعًا في قلب الحلكة والظلمة, وفي حين اشتداد الأزمات تجده ملاذًا ومخرجًا, وحصنًا منيعًا تستنجد به, بل إنه شربة الماء التي تروي ظمأ العطشى إلى التغيير والمضي قدمًا نحو تحقيق الأمجاد والنجاحات.
مقومات المجددين
يمضي التفاؤل في النفوس زارعًا الأمل, حافزًا للنشاط والعمل موفرًا الثقة بالنفس، وتلك هي عناصر أساسية لمن يسعى نحو تحقيق النجاح, والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا التفاؤل الآن؟ لأننا بحاجة إليه إذا كنا نؤمن بالله ربا وبالرسول نبيا وبالإسلام دين المتفائلين, فبرغم كل ما نشقى فيه من تحديات ومصاعب, ومشاكل تبعث على اليأس للأسف, لذا فإننا ينبغي علينا بث روح الأمل والتفاؤل والرجاء , "إنه لا ييأس من روح إلا القوم الكافرون".
أيها الجمع الغفير الباحث عن التغيير في الحاضر والواقع المرير ويسعى حثيثًا نحو تخطي الصعاب وشق دياجير الظلام والتغلب على التحديات, فتشوا داخلكم على باعث للسعادة ومحفز للنهوض فأحيانا نعتاد على الحزن واليأس حتى يصير جزءًا منا وذلك لأنك لا تجد ما يسعدك كما هو حالنا الآن, تعالوا نتلمس السير في هذا الظلام والعتمة يحدونا الأمل والتفاؤل في القادم إذا ما لم نجد ما يُضيء لنا طريقنا। وختامًا نقول تفاءلوا بالخير تجدوه, دمتم متفائلين كلكم أمل في المستقبل..... مودتي....الرابط
تفاءلوا بالخير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق