الاثنين، 12 يوليو 2010

مدارس فلسطين والطلاب الأفذاذ


حسن شعيب

منذ أيام كنت بحضرة بعض طلاب الناصرية (في المرحلة الثانوية) الذين يدرسون في المدارس المصرية, التي أكل عليها الدهر وشرب, وسمعت منهم الكثير من المآسي التي حزنت عليها كثيرًا وتمنيت أني لم أسمع لهم أو حتى أجلس معهم لأعرف هذه الكوارث التعليمية والتربوية في مدارسنا, بالطبع لا أنكر أني كنت على دراية بعض الشيء بجزء مما يحدث لكن أُصدقك القول ليس من رأى كمن سمع وهؤلاء الطلبة أعتقد أنهم خير شهود عيان على ما يحدث
في الواقع أني لست بصدد تقييم مدارسنا الميمونة, وإن كان الأمر يستحق الدراسة والتقييم والتقويم أيضا, لكني منذ أن أخذت عهدًا على نفسي ألا أغوص في مآسي الناس كثيرًا فيكفي كلا منا ما يعيشه من مشاكل وألا أبعث فيهم وفيّ إلا روح الأمل والإقبال على الحياة.
الغريب في الأمر أننا نجد روح الأمل والتفاؤل في هذا الأمر من فلسطين, جرح المسلمين الغائر, الذي تعمدت وسائل الإعلام ألا تنقل لنا عنه إلا ما يحزن ويصدم, حتى آثر الجميع عدم متابعته كي لا يزيدهم همًا على غمهم وحزنهم, وأسوق لحضرتكم نموذج واحد من نماذج الأمل والعزيمة من هناك من فلسطين الحبيبة إلى قلوبنا جميعا.
هل سألت نفسك يوما, كيف تقوم المصالح والهيئات والمدارس يوميًا في فلسطين بعملها في ظل هذا الحصار الرهيب والاحتلال الغاشم وإخواننا الفلسطينيين يعيشون تحت نير وصلف الصهاينة.. إليكم اليوم الدراسي بالكامل ولنتعلم منهم...
يبدأ الأطفال والمدرسين يومهم برحلة تخطي المعابر بمواجهة نقاط التفتيش حيث تجد فتيات وفتيان في عمر زهور الربيع يقفون متحدين بكل شجاعة رائعة وقوة, لا أعلم من أين جاءوا بها, أما جندي من جنود الكيان الصهيوني والاحتلال الإسرائيلي يحمل في يده الباطشة بندقية كلاشينكوف آلي ليمنعوهم من المرور بل ويرغموهم ويأمروهم بالعودة إلى منازلهم المهدمة والمستباحة في الأصل.
لكن تلك الزهور الباسلة, صغيرهم قبل كبيرهم, طلابهم قبل معلميهم, يصرون على المرور ويتحدونهم محاولين تخطي هذه الحدود والمعابر ولكن دون جدوى.... العجيب في الأمر هل عاد الطلاب إلى منازلهم ولهم بالتأكيد عذرهم في ذلك ,, كلا إنهم أصروا أن يضربوا لنا أروع الأمثلة في الشجاعة وحب العلم.. ترى ماذا فعلوا؟
لقد قاموا وبدون يأس بنصب المدارس وإقامة الفصول في الشوارع ونهلوا من العلم أمام الجنود الصهاينة, إنها شجاعة منقطعة النظير . أخيرًا إلى طلابنا هل ننتظر أن يحتلنا الصهاينة حتى نقبل على العلم وننهل منه ونرفل في نعمته.
أيها الأحباب نحن "أمة اقرأ"... قال تعالي" يرفع الله الذين آمنوا منكم و الذين أتوا العلم درجات و الله بما تعملون خبير". سورة المجادلة.. اللهم ارفعنا بالعلم درجات في جنانك ونعيمك في الفردوس الأعلى...الرابط مدارس فلسطين

هناك تعليق واحد: