الاثنين، 12 يوليو 2010

فلسطين جرحنا الغائر.. لا تنازل عن الثوابت


حسن شعيب
قبل فترة وجيزة, كنا نتذاكر جميعًا مرور 62 عامًا على يوم النكبة الذي يوافق يوم 15/5 وهو بالطبع في العام الذي لا ننساه هو عام 1948, العام الذي اغتصب فيه الصهاينة واليهود أرض فلسطين الغالية, ودنّسوا المسجد الأقصى لكي تظل هذه القضية وبعد مرور كل هذه السنون, هي جرح المسلمين الغائر.
ونحن هنا لسنا بصدد سرد تاريخ, وإن كان من الضروري فعل ذلك, ولكن حتى نقرر ما هي ثوابتنا تجاه هذه القضية وحتى لا يتم التنازل عن تلك الثوابت بمرور الأجيال فلنجعلها إرثا نتوارثه ونورثه لأبنائنا وأحفادنا وحتى لا تنزع القضية من بين أيدينا عودًا عود وفتيلًا بعد فتيل.
لابد أن نتذكر دائمًا وأبدًا أن الثوابت الحقيقية, برغم مرور كل هذا الأعوام, هي تلك التي بدأت القضية بها, ... "فلسطين الكاملة والقدس الكاملة والعودة الكاملة والحل النهائي الشامل"، هي الثوابت الحقيقية، لا ربع القدس وربع العودة أو عُشر فلسطين.
إذا ما رجعنا عبر الزمن للخلف, نجد أن أصل الحكاية نكبة, وهذا ما ينبغي علينا ذكره دائما, لذلك يصبح من المنطقي والواقعي أن يحمل كل فلسطيني سلاحه, إن وجد, للدفاع عن بيته المغتصب، وخيره المنهوب، وأرضه المنكوبة, وأرضه المسلوبة.
أرفض وأعتقد أن هناك الكثير منكم يرفض معي وبشدة أن نحصر الحديث الدائم عن الكرّ والفرّ والاستيطان في الضفة الغربية، وحصار قطاع غزة والحرب عليه، وحصر الصراع جغرافيًا وديموغرافيًا في هاتين البقعتين، لأنه بذلك يُبعدنا نسبيًا, ولا أبالغ إن قلت بشكل كبير, عن التفكير بالسبب الأساسي وأصل الحكاية! والثوابت الحقيقية.
لابد أن نعي جيدًا أن أصل الحكاية هي أراضينا الشرعية في ما قبل 1948, التي ضاعت للأسف مع النكبة، وأن حصر الحديث عن الحقوق المدنية فقط للشعب الفلسطيني وعودة اللاجئين، يُخرج الموضوع عن مساره الحقيقي والجريمة الحقيقية التي حدثت بسبب الإرهاب الصهيوني في النكبة.
كما أننا نرفض أن نفصل الواقع عن ماضيه الذي سببته جريمة النكبة, حيث تناول الحديث عن الثائر والمقاوم الفلسطيني، بوصمه بالإرهاب من دون العودة إلى العوامل التي ساهمت في حمله السلاح والمقاومة، وفي أحسن الأحوال, النظر إلى العامل الاجتماعي الضاغط تحت خط الفقر في المخيمات هو سبب حمله السلاح.
إن تناول الأمور تاريخيًا أو منطقيًا أو حتى واقعيًا باستخدام الوسائل الحديثة للإعلام بسرد القضية عبر فيلم أو شريط وثائقي أو قراءة سياسية واجتماعية وتعاملها مع أي حدث فلسطيني أو لحياة أي فلسطيني، لكي تحقق العدل والإنصاف, ينبغي أن تقوم أولًا بالمرور عبر أحداث النكبة، هذه الأحداث التي ما زلنا نحيا فيها، ونسمع حكايات أهلنا المتواصلة عن يومياتها ووقائعها، من جيل إلى جيل.
جميعنا يعرف جورج جالاوي, صاحب قوافل شريان الحياة, قال كلاما يؤكد كثيرا مما أعنيه, حيث قال:
"لقد تقدّم بِي العمر وإنني لن أبلغ عهد تحرير فلسطين، وكل ما أؤمله وأرجو أن يدخل معكم ابنِي عز الدين لفلسطين وهي مُحَرّرة، ثم تربتون على كَتِفه مبتسمين تقولون: يا عز الدين قد كان أبوك جورج بيننا كان معنا في نفس الطريق، ولقد وصلنا يا عز الدين... ثم تنهَّد واستأنف..وقال: لكنني حين يكبر ابنِي وأنا لا أزال حيًّا، ثم يقرأ التاريخ وإذا به يصدم من قصة شريط من الأرض اسمه غزة تواطأ العالَمُ عليه حتى خُنق وسُحق أطفاله، فإذا التَفَت إليَّ عز الدين وقال: يا أبي، هل أدركتَ هذا الزمن، كيف تركتم غزة؟! ألا يخجل العالم ...؟ سأقول له: الله يعلم يا بني أنني لم أترك نَفَسًا أملكه لأجلهم إلا بذلته.. لعلّ عز الدين أن يغفر لي".
لعل أولادنا يغفرون لنا, فقدموا لفلسطين الحبيبة الغالية, النفيس والغالي كي نحافظ علي ثوابتها وأصل الحكاية وحتى يترحم علينا أولادنا.... الرابط جرحنا الغائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق