الاثنين، 12 يوليو 2010

"أسطول الحرية".. اغتيالٌ صارخ للحرية




حسن شعيب
أُطلق عليها أسطول "الحرية", هذه ليست من قبيل المصادفة ولكنها حقيقة فهؤلاء اللذين استقلوا هذا الأسطول أحرارٌ، خرجوا من ديارهم، وتركوا خلفهم أهلهم وذويهم، واجتمعوا من كل حدب وصوب، على اختلاف ألسنتهم وألوانهم ودياناتهم؛ لفك الحصار عن أكثر من مليون ونصف فلسطيني يعيش مأساة حقيقية في "غيتو" غزة, وهم يعلمون جيدًا أنهم يبحرون صوب الفخ بل ونحو كيان لا يعرف الرحمة ولا يفهم معانيها بل ويجسد العنصرية بشتى أنواعها.
لقد تحدى هؤلاء الأحرار الصهاينة، وخاطروا بحياتهم، حتى أن منهم من كتب وصيته في البحر، ومن حادَث ذويه قبل أن يخرج أنه ربما لن يعود ثانية، ومن أقسم ألا يرجع قبل أن يدخل غزة, وغيرهم كثير وكثير, وكان من بينهم الشيخ رائد صلاح، الذي ما أنهى معركته في القدس بالأراضي المحتلة أو ما تسمى أراضي 48، حتى بدأ أخرى في عرض البحر لعيون غزة ورفع الحصار عنها وعن أطفالها ونسائها.. هذا الرجل,.. (والله وددتُ لو قبلتُ الثرى الذي تطأه قدماك).
كل ما سردناه ليس فيه ما يدعوا الصهاينة للعدوان, ولكن عندما نقول, أن هؤلاء الأحرار كانوا يحملون أدوية ومساعدات إنسانية يحتاجها قطاع غزة بصورة ملحة وضرورية، بعد أن وصل ضحايا الحصار إلى 372 شهيدًا, فستفهمون ما ستقوم به النازية الصهيونية على الفور حتى لا تمهل أهل غزة الأبرياء المحاصرون منذ أربعة أعوام بتنفس الحرية ورؤية أهلها.
فبينما كان الكثير منا يغط في النوم، كانت الوحشية الصهيونية الخاصة "الكوماندوز" ترتكب أبشع مجزرة في حق الحرية وأهلها فقتلت 19 وجرحت عشرات آخرين، واقتادت الباقين إلى الاعتقال والاستجواب..لحظة هل تعرف؟ أنه قد (سقط من القوات سهوًا قائمة مدرج فيها أسماء بعض الشخصيات على متن السفن، وكأنها قائمة اغتيالات).

في الواقع, ينتنابني خجل كلما فكرت في نزول أحد الكائنات الفضائية إلى الأرض وحكى له أحد سكان الأرض عما حدث فسيتهمته على الفور بالجنون والخبال، وخصوبة الخيال، وهذا ما سيتهمني به أولادي حينما أحكي لهم ما حدث وأروي لهم هذه البشاعة المفرطة, خجلٌ ينتابني كلما فكرتُ في هذا الموقف، كيف سأبرر لهم حدوث هذا كله وأنا حي أرزق وكيف سكت وصمت عليه؟
أو قل كيف سكت العالم ولا سيما العالم العربي والإسلامي –الأخرس- على هذه الجريمة الشنعاء, لقد بحثت عن كلمة أقولها لأصحاب الوسائد (فبلادنا تحولت من بلاد محترمة ذات سيادة إلى بلاد محتلة ذات وسادة) فلم أجد أبلغ من كلام سيدنا علي بن الخطاب كرم الله وجهه في مقام ذم من كان معه في الكوفة:
(يا أشباه الرجال ولا رجال، حُلوم الأطفال، وعقول رَبَّات الحِجال، لوددتُ أني لم أركم ولم أعرفكم، معرفة جرّت والله ندماً، وأعقبت سدما (همًّا مع أسف أو غيظ.) ... قاتلكم الله لقد ملأتم قلبي قيحاً، وشحنتم صدري غيظًا. ما أراكم إلا صُمٌّ ذَوو أسماع، وبُكْمٌ ذَوو كلام، وعُمْي ذوو أبصار، لا أحرارَ صِدْق عند اللقاء، ولا إِخوانَ ثقَةٍ عند البلاء)
عفوًا... مازالت عمليات الاغتيال للحرية مستمرة, فهناك الكثير من قوافل الحرية التي ستنطلق تكريسا لمعنى الحرية برغم اغتيالها مرارا وتكرارا, ونحن نقف صامتين صمت القبور, ولا حول ولا قوة إلا بالله
أيها العالم الأخرس... هداكم الله أو أراحنا منكم, وأيقظنا نحن من غفلتنا، فليس جرم صمتنا بأقل من جرمكم....الرابط। أسطول الحرية

هناك تعليق واحد: