الاثنين، 12 يوليو 2010

المبحوح.. بارقة أمل وشهيدٌ بحق


حسن شعيب

بينما نحن نلعب ونلهو وننشغل بحياتنا الدنيا كان هو على موعد مع ربه!, لا أدري أنبكيه أم نبكينا, إنا لله وإنا إليه راجعون, لله ما أعطى ولله ما أخذ, وكل شيء عنده بمقدار, إن العين لتدمع, وإن القلب ليحزن, ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا لفراقك يا شهيدنا لمحزونون.
قال تعالى "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي", جعل الله دمك لعنة على الصهاينة، ومنارة على طريق التحرير والعودة, رحمة الله عليك وجعلك في زمرة مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
سيرة ناصعة
لمن لا يعرف هذا القائد الشهم, والأسد الهصور, ولد "محمود عبد الرءوف محمد المبحوح في الرابع عشر من شهر فبراير عام 1960, اليوم الذي كانت فلسطين على موعد مع صرخات طفل سيكبر يوماً ويصبح شوكة في حلق الصهاينة ويقض مضاجعهم ويزلزل عروشهم ويخطف جنودهم, ولد بطلنا في مخيم جباليا, مخيم الثورة والصمود والشرارة الأولى للانتفاضة المباركة, حيث شب على كره الاحتلال وعلى حلم أن يكبر يوما ليقارع جنوده وينتقم من مرتكبي المجازر بحق شعب فلسطين الحبيب
نشأ المبحوح على حب أهل الصلاح والتقرب منهم وكان يُعرف عنه أنه كان مواظبًا على قيام الليل، داعيًا الله وملحًا عليه بأن يتقبل عمله خالصًا لوجهه الكريم، وكان يشارك أهله وأولاده العمل في البيت ويغدق عليهم من حبه وحنانه لهم, وفي عام 1978م، التحق بحركة حماس"، وكان رحمه الله منذ صغره يعشق المقاومة والجهاد في سبيل الله، وكانت علاقته بالشيخ "أحمد ياسين" مؤسس حركة حماس ومؤسس كتائب عز الدين القسام "صلاح شحادة" قد توطدت، وكان شهيدنا رحمه الله عضوا في المجموعة العسكرية الأولى
يشفى غيظ القلوب
وفي عام 1988م، وتحت قيادة الشهيد "محمود المبحوح" تمكن بعض أعضاء كتائب القسام من أسر رقيب صهيوني من داخل الكيان الصهيوني، بعد أن جردوه من سلاحه وأوراقه الرسمية، وبعد نجاح المحاولة الأولى قام القساميون بأسر جندي آخر حيث جرى اختطافه بكامل عتاده العسكري، إلا أن المجاهدين اضطروا لقتله وإخفاء جثته؛ نظرا لصعوبة الاحتفاظ به حياً. وتتابعت بعد ذلك هذه العمليات التي حرمت الصهاينة من طعم النوم وراحة البال وكان شهيدنا المبحوح المحبوب يقض مضاجعهم ويقلق راحتهم.
ليلة الاستشهاد
كان المبحوح في طريق السفر إلى إحدى الدول، وأثناء مروره بدبي ونزوله ليلًا بأحد الفنادق, اغتالته يد الغدر الصهيونية الآثمة يوم 19/1/2010 فارتقى شهيدًا عند ربه حتى يكون منارة جديدة على طريق الجهاد والمقاومة والتحرير وليحيا فينا روح الثأر لشهدائنا، التي ستبقى بارقة أمل نسترشد بها طريقنا إلى المعالي.
أخانا الغالي, "محمود المبحوح" بشراك يا من سرت على درب الموحدين المخلصين سالكًا طريق المؤمنين المجاهدين مفضلًا طريق ذات الشوكة حتى غدوت إلى العلا ومضيت مجاهدًا مقدامًا, لا تخشى في الله لومة لائم فكنت قائدًا بحق, مقداما في كل ميدان, فهنيئًا لك الشهادة,.......... ومهما كتبنا عنك لن نوفيك حقك، ومهما سطرت الأقلام فلن تروي حكاية جهادك كاملة فأنت أسطورة جديدة للمقاومة والجهاد.
رحم الله شهيدنا القائد وأسكنه فسيح جناته
نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا .... الرابط رحم الله المبحوح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق