
خالص دعواتي القلبية بأن يعم الهدوء هذا البلد الطيب أهلها وأن يلهمها عقلا راشدا وقلبا نابضا ورؤية متأنية... من المؤكد أن أحداث التحرير تشغل بالنا جميعا بل وتقض مضاجعنا وذهب من أعيننا النوم وحتى يتبين لي الحقائق وجدت أنه من الضروري أن أنزل إلى الميدان وأري بنفسي ما يحدث وذلك بعدما كتبت الآتي:
أحداث التحرير ورأيي البسيط "رؤية قبل النزول للتحرير"!!
قد نتفق جميعا دون شك فيما يحدث في ميدان التحرير لكن تعاملنا معه ربما يختلف... فلا ريب أن ما يحدث خطة "مدبرة أو غير" لانهيار البلاد بتأجيل الانتخابات, إلا أننا ينبغي علينا أن نؤكد على أن دماء الشعب خط أحمر أكدنا عليه وسنظل, كما أن حق الاعتصام السلمي مكفول للجميع بطبيعة الحال.
ولا جرم أننا جميعا كذلك نرفض تماما طريقة تعامل الأمن الغاشم مع المتظاهرين... لذلك أرى أن الحل القاطع هو نحن الإخوان فنحن فقط من نستطيع أن نوفر للميدان الهدوء, كما يمكننا الحوار من جانب آخر مع المسئولين لتهدئة الوضع, فطالما هناك دماء تنزف سيظل الحوار مستحيلا... فلابد أن يعم الهدوء الميدان أقله ستة ساعات ثم تبدأ الحوارات بإخلاء الميدان أو بطرح ما لدى المعتصمين من مطالب ومن ثم طرحها على المسئولين وهذا ما ينبغي فعله الآن وليس بعد دقيقة... الأخوان كتنظيم هم من يستطيعون الآن تأمين الميدان بتنظيمهم وقيادتهم تتحاور مع المسئولين, الآن لابد أن نضع مصلحة البلاد أولا, لا مناص فأنا أتفق بالطبع مع من يقول أنها خديعة لجر الإخوان وخلافه لكن ماذا سنفعل في الدماء التي تنزف والدولة التي تنهار اقتصاديا لابد من العثور على حل لهذه الأزمة فلا يوجد فيما نعيشه من حالة سائلة من حقيقة محضة واضحة.
"رؤية بعد النزول للميدان" أكثر من ست ساعات.
بالأمس نزلت التحرير مدفوعا بحبي لمصر وشعبها وغاضبا من نزيف الدماء... وجدت ميدان التحرير "من الداخل" هادئا تماما فذهبت إلى بؤرة الأحداث "شارع محمد محمود" وتوغلت المتظاهرين حتى اختنقت من الغاز المسيل فأعود للميدان من جديد ثم أعيد الكرة لشارع محمد محمود...هكذا حتى اتخذت قراري على ما رأيته وهو كالآتي : أولا ...من المؤكد ان الأمن الغاشم استدرج الشباب في البداية حينما اشتبك بالمعتصمين داخل التحرير ومن ثم وقع نزيف الدم فاستشاط الشباب (كحالي) غضبا وحرقة على إخوانهم الذين سال دمهم ....
ثانيا: لكن المخيف الآن والذي جعلني ألتزم بقرار جماعتي أن وجدت الحيرة في عيون كثير من الموجودين في التحرير ووجدت عقلا مسلوبا لدى آخرين وحينما يغيب العقل وتحضر الحيرة يصير الأمر مخيفا للغاية, فتجد من يشعل في الشجر ويلقي بالحجر دون هدف أو مآرب.
ثالثا:أما ما أفزعني هو إصرار الشباب على الاشتباك بالداخلية والذهاب إليهم ومن ثم تطلق الداخلية القنابل المسيلة للغاز لتفريقهم فيزداد الشباب غضبا وحنقا وسقوط لشهدائهم والغريب أنه لما أراد بعض رموز القوى السياسية "د البلتاجي وأيمن نور وغيرهم" عمل حاجز بأجسادهم بين الشباب والداخلية في شارع محمد محمود لكن طردهم الشباب.
أخيرا أرفض تماما تخوين أو اتهام أي شاب في ميدان التحرير بشئ كما أعترض على وصم غير المشاركين بالمتواطئين أو أنهم أصحاب مصالح ضيقة وشخصية وعلينا أن نحافظ على زخم الثورة بكل مكوناتها وشرائحها ولندع التخوين والاتهام لأنه أول مسامير نعش هذه الثورة!!, وعليه كان قراري,....
"بعد نزولي لميدان التحرير أمس وإصراري على المكوث والاعتصام حتى النهاية مع الشباب .... كانت هناك أشياء داخل الميدان تؤكد لي أن قرار جماعتي "الإخوان" صحيحا وسألتزم به!!"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق