الأربعاء، 7 نوفمبر 2012

مصر.. بين بهتان "الليبراليين" وعناد "الإسلاميين" !

حسن شعيب 

لا ريب أن معركة تكسير العظام التي حمي وطيسها في "مصر" لن يتكبد خسائرها سوى فقراء مصر ومعوزيها .... وحينئذ سيكون الجميع قد خاب وخسر وأخطأ في حقه وطنه !

القوى الليبرالية في مصر تبدو كالدجاجة التي تلفظ أنفاسها الأخيرة, ولا ترضى أن تقبل يد إنقاذ التيارات الإسلامية (المتعالية للأسف), ثم يمضي الإسلاميون غير مبالين مستشعرين قيامهم بواجبهم ,,,, فتزداد الفجوة والهوة بين الفريقين كلما مضى الوقت وربما تضيع مصر التي تجمع بين أولاء وهؤلاء !

كأنها حربٌ دارت رحاها (لا أدري بقصد أو عن غير عمد) من أجل أن تقضي على الفتات الذي بقي من ثورة 25 يناير العظيمة ويبدو أنها لن تضع أوزارها حتى يلعن المواطن المصري البسيط, الذي ظن ورأي في التغيير شعاع نور وبصيص أمل, الثورة والتغيير بل وربما تذهب به لأبعد وأقسى من ذلك ألا وهو الاشتياق للاستبداد والحنين للطغاة ووقتها ستكون أحاسيسه قد تبلدت وشعوره بالكرامة قد فني.

"انتبه الثورة ترجع إلى الخلف" ... أبسط اختصار لما نعايش, فقد أضحت مصر بين أزمات عديدة فلا دستور ولا برلمان ولا مؤسسات وهناك انعدام ثقة بين صرح القضاء وبين شعبه...

واسمحوا لي أن استعير حقي كمواطن مصري فأرسم خريطة أو أدون خطة وربما أكتبة روشتة لانتشالنا من هذه الكبوة, لقد بات لزاما في الوقت الراهن أن يهرع المتجردون من أبناء مصر "إسلاميوها وليبراليوها" إلى التكاتف ووضع مصلحة المواطن المصري البسيط في المقدمة, ولن يحدث هذا إلا بتخلصنا جميعا من انتماءاتنا المحدودة أو هويتنا المختزلة على حزب أو فصيل كي ننطلق سويا إلى المنفعة الكلية للأمة المصرية الواحدة!

بعض ليبراليو مصر, ولا أقول الجميع, رفعوا راية "الوصاية على الشعب" مدعين أن هذا الشعب لم يفطم بعد حتى تتركه لينطلق في مسار الحرية وحده, فانقلبوا بذلك على ما نادوا به طيلة حياتهم لأنه جاء متعارضا مع مصالحهم ولم يأت بهم إلى سدة الشاشة وكرسي الحكم فأصبحوا خالي الوفاض دون منصب أو سلطة, ولم يقتصروا على ذلك بل لم يجدوا سوى العداوة والبغض المقيت لكل ما هو إسلامي وتكاتفوا (على غير العادة) وكأنهم "تواصوا به" على ذلك فقالوها "عداوتهم ما حيينا" يقصدون الإسلاميين.

وهؤلاء - الإسلاميون - لم يكن بعضهم كذلك براء من ذبح مصر الوشيك, حتى وإن كان ذلك عن غير عمد فقد كانوا دوما متحفزين واثبين على كل من يريد أن يسحب البساط من تحت أرجلهم أو يغفلهم حقوقهم فلا يتمهلون حتى يقعوا فريسة لـ "رد الفعل" الذي اتسم دوما ببناء حصون وقلاع حول منافعهم حتى لا يدنوا منها هؤلاء الملاحدة المستغربين فيفسدوا ما انتظروا حصده وجنيه لعقود عديدة!

صحيحٌ أنهم بذلوا الكثير قبل الثورة (وهذا معروف) وبعدها ولا سيما تقديم الكثير مما يمكننا أن نسميها تنازلات حتى تمر مصر إلى بر الأمان, لكنهم كانوا يفعلون ذلك ثم يتبعونه منا أو أذى فيضيع هباء منثورا, ويلحقون السيئة بالحسنة فتمحها, ثم يعيدون الكرة لتقديم هذه التنازلات ولكن بتعالي أو كمن يهب حقا من حقوقه وهم على مضض, حتى غدت مصر تتمنى وتسأل الله أن يتولى هؤلاء وأولاء إلى غير رجعة ويستبدل قومها بآخرين لا يكونوا أمثالهم.

نهاية القول, تبدو مصر كالعروس التي تعاني العنوسة في حين أن خطابها وراغبيها كثر, ولكنهم جميعا دون المستوى أو لم تتوافر فيه الشرطان الأساسيان لقبوله "دينه وخلقه" (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) فإن حسن دينه ساءت بعض أخلاقه وسلوكياته , وإن حسنت أخلاقه وسلوكه ساء دينه, حتى تعود المحروسة تبحث عن عاشق بحق ومتيم بنيلها وأرضها ولا يبغي المتعة والمنفعة منها فحسب, فهل يمكن أن يكون هؤلاء العشاق متوارون بين الجموع والحشود.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق