السبت، 18 ديسمبر 2010

موت يا حمار

حسن شعيب
منذ أسبوعين, قدم صديقي من سفره لا تبدوا عليه أي تغييرات ظاهريا, واعتقدت أنها كذلك من الداخل, حيث أن الوقت لم يسعفني لزيارته إلا بالأمس وقد كان ما لا أتخيله حتى هذه اللحظة.
دقت الساعة العاشرة مساءا وكنت بانتظار صديق آخر سنذهب سويا لزيارة هذا القادم من الخارج, ورغم قسوة البرد بالأمس إلا أننا قد كان لدينا إصرارا أن نذهب لهذا الحبيب الذي لم نراه منذ فترة بعيدة ونعيد الأيام الخوالي والتي لا يمكن أن ننساه - لله درها من أيام- وقد كان.
وأمام باب البيت تصافحنا بل وتعانقنا ثم دخلنا وأخذ الحديث يجري مجراه ويسرد لنا الصديق المغترب ما رآه وكيف أمضى تلك السنوات في هذه البلاد البعيدة.
استراليا ... إنها البلاد التي كان صديقي يعيش بها خلال الفترة الماضية, وبقدر ما سمعنا منه وتعالت بيننا الضحكات واخذ الحديث يملأ هذا الجو البارد بدفء المشاعر والعواطف والحب في الله, لكني حقا شعرت في حلق صديق مرارة لا يمكن وصفها من هذه ال... (لا أستطيع أن أسميها حياه) التي نعيشها في وطننا مصر.
وبتحسر على حالنا وحال المصريين, قص علينا الصديق انه ذات يوم وجد في البريد جوابا فلما فتحه أصيب بالدهشة فقد أرسلت له, ولبقية المواطنين بالطبع, البلاد "استطلاعا للرأي" في تغيير التوقيت الشتوي أم لا... بالطبع لم يصدق صديقي ما رآه إلا أنه ولدى تحققه من الأمر زادت حسرته على حال مصر وشعبها... فهل نرى ذات يوم تجرى انتخابات (لا أحلم باستطلاع للرأي عن التوقيت أو حتى رفع مستوى رغيف العيش أو غيره) في مصر مع توفر "احترام الإنسان" فحسب.

الأربعاء، 24 نوفمبر 2010

موقفان.. وخلاصة

حسن شعيب
في خضم أحداث الانتخابات وغيرها من المستجدات على الساحة العربية والإسلامية بوجه عام والمصرية بوجه خاص تنتابني عدة أحاسيس ويجول بخاطري الكثير من المتداخلات واسمحوا لي أن أذكر بعضها وأقدم بكل حيادية رأيي المتواضع والبسيط فيها.
ويأتي في المقدمة بطبيعة الحال واقعنا الحالي وإلى أين تتجه مصر بكل ما تواجه من تغييرات, في الآونة الأخيرة, وعلى إثر قرار الإخوان بالمشاركة في الانتخابات كتب أحد أحبابي على حائطه في "الفيس بوك" عبارة أثارتني كثيرا وهي "الحزب الوطني والإخوان أصبحوا وجهان لعملة واحدة", لا اعرف كيف ذلك فأنى لنا أن نساوي بين حزب فاسد مكث في الحكم قرابة الثلاثين عاما فقد أذاق الشعب المصري ما لا يطيقه أحد ولا يتصوره الراحلون العظام من أمتنا الحبيبة أو حتى الفاسدون الأوائل.
ولأني أحب صاحبي هذا فقد التمست له عذرًا لأني أعلم جيدًا أنه ما قال هذا إلا بدافع الغيرة على هذا الجماعة من الانجرار نحو مصير مجهول أو نحو ذلك, غير أني أحسست منه أن حبه لهذه الجماعة جعله يتحمس لها ويمنحها ما لا تتحمله ولا تطيق.
تلك العاطفة والحماسة لعبت دورها أيضا في موقف آخر في جلسة مع بعض أحبابنا, حينما قال لي أحدهم ما الذي قدمه الأخوان طيلة ثمانين عاما مشيرًا إلى أنهم لم يذوقوا من أمن الدولة نصف ما يتجرعه أعضاء حركة كفاية أو 6 أبريل, ربما يكون هذا الكلام أثار حفيظتي بعض الشيء مما جعلني احتد في الكلام بيننا ولكننا وبحمد الله خرجنا وقلوبنا صافية لبعضنا البعض ولا يحمل أحدنا للآخر سوى الحب والتقدير.
وخلاصة القول والذي ننتهي إليه أننا جميعا لابد أن نؤمن أن التغيير والحل لن يحققه فرد واحد أو جماعة بمفردها أو فصيل ما, فنحن جميعا مسئولون أمام الله وأمام أنفسنا أن نكون لبنة في هذا التغيير الذي نبتغيه أو نحلم به، ونرنو إلى أن يحيا أبناؤنا حياة كريمة في كنف أمتنا الإسلامية بكل توجهاتها وأن يكون انتماؤنا الوحيد إلى دين الله عز وجل "الإسلام".
أما انتهينا إليه فإننا نخطئ خطًأ جسيمًا وفادحًا عندما نولي فردًا ما أو جماعة أو مشروع ونتكئ عليه تمامًا باعتباره المخرج الوحيد، أو المخلص، بل ويمكن أن يراه البعض المنقذ، والحل والأمل ومن ثم نمنحه من عاطفتنا وحماسنا ما لا يطيق ولا يحتمل، وأخيرا نطالبه بالمستحيل.
بيد أني أقول للساعين نحو الأمل, والذين تستبد بهم العاطفة, رويدا رويدا, علينا ألا نمنح أي بشري (أفراد وجماعات) ما لا يطيق ولا يحتمل وألا نظن العصمة فيما هو غير مقدس, مع الأخذ في الاعتبار أنه يلزمنا تحقيق التوازن اللازم بين المشاريع المطروحة على الساحة وانتقاء ما هو أنفع وأصلح.
أيها الطامحون إلى التغيير, لقد استبدت بكم العاطفة حتى صار الخطأ خطؤكم وليس في (الجماعة أو المشروع وأصحابه) حيث حملتموه ما لا يطيق _ دون أن تلقوا بالا أو تكترثوا بعوامل أخرى مثل الوقت والتدرج والإمكانات والمناخات الموجودة وغيرها.
ولا يفوتنا أن ندعوكم ونحن نتحدث عن التغيير ومشاريعه أنه أمامنا, يوم 28 نوفمبر الأحد القادم, (الانتخابات البرلمانية) والذي أعتبره محكًا عمليًا للمشاركة في التغيير من الجميع, لكن أخشى ما أخشاه أن ننسى أن الانتخابات هي مجرد خطوة في رحلة الألف ميل (التدرج في التغيير) وليست سوى وسيلة من الوسائل الكثيرة للتغيير، لذا فإن مجرد إيقاظ هذا الشعب المخدَّر، يعتبر فوزًا -ولو مرحليا- لتيار الإصلاح في هذا الوطن بكافة اتجاهاته وانتماءاته.

الاثنين، 25 أكتوبر 2010

مفترق طرق


حسن شعيب
أصبح من الواضح للجميع أن ما تمر به الأمة الإسلامية لهو محض تمحيص لأهل الحق وابتلاء للثبات على ما هم يؤمنون به ويعتقدونه.... لماذا نقول هذا الكلام بالذات في هذا الوقت خاصة؟؟؟؟

إن الناظر لما يدور حولنا من إشكاليات وأمور يرى جليا أن أهل الحق مطلوب منهم التمسك أكثر في الوقت القادم بمبادئهم وثوابتهم ولا يتركوا للرياح التي تلبس قناع المرونة والحلول الوسط وما إلى ذلك أن تأخذهم بعيدا عن الحق وأهله, إلا أنها في الواقع لا تحمل في طياتها سوى كل خبث وذرى التمييع للثوابت حتى تتوافق وتتماشى كما يقولون مع العصر الحديث।

لذا نقول أيها المسلمون الحق تمسكوا جيدا بما آمنتم به واعلموا أن الله ناصر دينه ورافع رايته وحافظ عباده المؤمنين من كل سوء, ونحن جميعا نحتاج إلى من يذكرنا كل ساعة بهذه الحقيقة التي لا يمكن أن ينكرها عاقل أو من يحمل فهما صحيحا لهذا الدين, وذكر فإن الذكر تنفع المؤمنين.

في خضم ما نحياه من تقلبات للأحداث على الساحة السياسية, نؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن نجدد العهد مع الله ونخلص نياتنا ومقاصدنا لله عز وجل وبعد ذلك ننطلق وكلنا ثقة في موعود الله آجلا أم عاجلا, يملأنا إيمانا بالله ولا ننتظر سوى ثوابه ورضاه.


وأذكركم بالأربعة أركان التي نحتاج أن نضعها نصب أعيينا في هذه الآونة والتي تعتبر من خصائص الشباب كما يقول الإمام البنا رحمه الله "إنما تنجح الفكرة إذا قوي الإيمان بها وتوفر الإخلاص في سبيلها وازدادت الحماسة لها ووجد الاستعداد الذي يحملعلى التضحية والعمل من أجل تحقيقها وهذه الخصائص لا تكون إلا في الشباب .
شبابنا الكريم, إياكم أن تجزعوا لما يحدث أو تملوا أو تشعر من نفسك تململ في هذه الفترة فما هي الا من الشيطان, أعلم جيدا أن الساحة السياسية لا تبشر مطلقا بالخير مطلقا, فلنكن نحن اليقين ومن يبعث الأمل وروح التغيير في نفوس قومنا وحملهم عليه حملا.

هل نحن على مفترق طرق؟؟؟ !! أشعر أننا كذلك لأن الحملة ضدنا من جميع الاتجاهات, من الخارج والداخل سياسية ودينية وفكرية لكني أدعوا الله مرة أخرى أن يثبتنا على الحق والتمسك بالأصول التي تربينا عليها وعشنا من أجلها وبذل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من أجلها الكثير والثمين والغالي

أكاد أجزم أن ما نمر به الآن هو بداية بصيص النور الذي يشق دياجير الظلام في المستقبل القريب فاثبتوا رعاكم الله وحفظكم وكونوا عباد الله إخوانا... دمتم طيبين مودتي.

الثلاثاء، 12 أكتوبر 2010

حينما نختلف!!



حسن شعيب
في مستهل حديثي أود أن أؤكد أني لا أرجو من كتابة هذه الكلمات سوى وجه الله وابتغاء مرضاته وأشهد الله أنني ليس في قلبي إلا الحب للناس وبخاصة أهلي وعشيرتي فهم وكما عملنا القرآن أهل القربى والأحق بالمعروف.
السادة الكرام، لاحظت منذ فترة تحول حواراتنا إلى ساحة لتصفية الحسابات والخلافات الشخصية وهذا ما لم يجوز فيما بيننا ويكرس لروح الفرقة وربما الصراعات التي تهدم ولا تبني.

تقريبا في كل جلساتنا أو دردشتنا ونقاشاتنا, تجد هذه النغمة المتشنجة الغريبة من البعض ولذا وجهت لنفسي عدة أسئلة علها تكون بداية لرؤية أدب الحوار وكيف نتحدث إلى بعضنا البعض المراد تحقيقه وهذه التساؤلات تخص بالطبع من يختلف مع فكرة أو أطروحة أو حتى كلمة أو شخص.

أرجو من الجميع قراءة الأسئلة بإنصاف، وإن كان الإنصاف عزيزا وليُعمل إسقاطها على نفسه وليكن كاتب هذه الكلمات أول من يفعل ذلك.

يا أهلي وعشيرتي.....
عندما نختلف في الآراء أو وجهات النظر.... لماذا تتغير قلوبنا؟

عندما نختلف..... لماذا تتحول المسألة إلي شخصنة وتحدي للآخر بذاته وليس مناقشة أفكاره ؟

عندما نختلف.... لماذا يتحول الأمر إلي ثأر شخصي يحاول كل منا أن يخرج منه منتصرا علي الآخر؟

عندما نختلف.... لماذا نحمل في عقولنا ونفوسنا صورة مسبقة سلبية لكل من خالفنا يوما في الرأي؟

عندما نختلف ......لماذا نحاول أن نجرح شخص الآخر ونتشفى بالنيل منه ؟

عندما نختلف .... لماذا نتكلم عنه في غيبته ونتقول عليه ما لم يقل؟

عندما نختلف ...... لماذا نحاول أن نوحي لكل من حولنا أن الآخر فاسد النية وخبيث الطوية؟

عندما نختلف... لماذا نفرح عندما نري أحدا ثالثا يجرح فيمن يخالفنا الرأي، ونستشيط غضبا عند رؤيتنا لمؤيد له؟

عندما نختلف ... لماذا نعتقد أننا دوما علي صواب والأخر هو المخطئ؟

عندما نختلف ....لماذا ننسب لأنفسنا الكمال ونلصق بمن يخالفنا كل خطيئة ورزية؟

عندما نختلف ........لماذا نفقد كل موضوعية في نقاش الآخر ونركز علي التجريح والنيل منه ؟

عندما نختلف ...... لماذا نري أنفسنا دوما أعلي وأنضج وأعمق من الآخر؟

عندما نختلف... لماذا ننظر إلي المخالف في الرأي علي أنه عدو يجب محاربته وإلحاق الهزيمة به؟
وختاما يا أهلي وعشيرتي، نقول فلننظر إلى ما نتفق عليه وهو كثير بل وأهم إنه ديننا وعبادة الواحد الأحد .... لن أطيل على حضراتكم هيا فلننبذ عنا جميعا أي من هذه النظرات والمشاعر السيئة، إن كانت فينا، ولنجعله حديثا مع النفس عله يجدي نفعا..
دمتم طيبين وفي حفظ الله
مودتي رابط.....

الأربعاء، 29 سبتمبر 2010

حديث ذو شجون سياسية،


حسن شعيب

عزيزي, إذا كنت ممن يتحدثون إلى أنفسهم كثيرًا فأنصحك بعدم قراءة هذا الحديث فلن تجد فيه جديدًا, فمما لا شك فيه قد حادثت به نفسك أو حدّثتك به من قبل.
لا جدال أننا جميعا نبحث عن التغيير, ولا أستثني حتى هؤلاء الجاثمين على صدورنا في الحكم فهم يسعون حثيثا للعثور على مخرج لما هم فيه بعد تصاعد وعي الشعب وإدراكه لحاجته إلى التغيير...!!!
وإليكم هذا الحديث الذي يدور في خلجات صدورنا جميعا...
قالت لي نفسي ذات يوم, وما أكثر ما أن تحدثني نفسي اهزمها مرة وتقنعني مرات,: هل حقا تُصدق ما تدعو إليه الناس, ما نسميه حلم التغيير ؟؟

فباغتها: بالطبع أصدقه وأحيى به، هذا الحلم الذي أدعو الناس إليه, أؤمن به وربما قد صار يقينا لا يتزعزع داخل قلبي। نفسي: كلا إنه ليس يقينا لدي أو في قلبي، بل يبدو وكأنه وهم بعيد المنال إلا أنني سأستمر معك في دعوة الناس। فتساءلتُ متعجبا: عفوا هذا الأمر يبدوا خطيرًا للغاية ؟ كيف ندعو الناس إلي ما نراه مستحيلًا، إننا بذلك نضللهم ونأخذ بأيديهم إلى المجهول।

فأجابت دون مبالاة: حقا هل تراها مشكلة إلى هذا الحد؟؟ أعتقد أن المهم أن أستمر في العمل دون تململ أو توقف مهما كان ضعف يقيني للوصول إلى هذا الحلم...!

سكتُ هنيهة, حتى أستشف ما يدور بها فشعرت بألم وإحباط وخوف وعدم ثقة، ودموع تنهمر من داخلها على واقعنا... وفجأة أحست هي بي أرمقها وأفضح ما بداخلها, فضحكت ضحكة حتى تواري ما انكشف منها قائلة: لا تخترقني بهذا الشكل, وتحاول معرفة ما أخفيه عن الجميع حتى هؤلاء الذين أدعوهم إلى التغيير.
فابتسمتُ حتى أستنفرها قائلا: إن العمل دون يقين في الوصول لن يكون عملًا بل يعتبر كمحاولة فاشلة لغريق في عرض البحر فقد الأمل في نجاته وهذه المحاولات لا تربو على كونها اقترابا من الموت والهلاك، بل والأخطر إن هذه المحاولة دون يقين تشبه كمن يقتل نفسه بيديه، لأن هذه المحاولات اليائسة هي التي ستفضي به وتورده الهلاك.
نفسي تسأل: كيف العثور علي هذا اليقين الذي تتحدث أنت عنه، فلم يعد هناك ما يدعو إلى التفاؤل بل إن كل شيء يدعونا لليأس، فما يلبث الشعب, بل والنخبة, أن تجتمع علي فكرة واحدة لبعض الوقت وسرعان ما نختلف ويتهم كل من الآخر إما بالعمالة أو حتى السعي وراء تحقيق المصالح فحسب, ومن ثم ننقسم إلي جزيئات عابثة تتراشق التخوين والمزايدة وليس ما حدث للدكتور البرادعي وجمعيته منا ببعيد.
تستطرد نفسي قائلة: يا أنا... في الواقع تتعمق جراح نفسي وآهاتها وتزداد نزيفا, ليس بمرارة الاستبداد وقمعه الذي اعتدناه, منذ أن جئنا إلى الحياه, فحسب, بل بسبب حال دعاة التغيير ونخبته الذين يحملون رايته والمفترض بهم أنهم النور الذي يشق دياجير الظلام ليرشد درب المغيرين ويزرعون على جنبات الطريق مشاعل الهداية صارخين في الجميع التغيير هو الحل.
إن هذا التشرذم والتفرقة لن يحقق ما يرغب فيه هؤلاء, إن كانوا يسعون إلى التغيير الحق ونهضة هذا البلد, بل إنه يثير فرح وسرور هذا الاستبداد وهو يرقبهم منقسمين على أنفسكم بلا تدخل منه.., بعد كل هذا كيف أتحلى باليقين؟!!! بعد أن صار دعاة التغيير أنفسهم هم عقبة التغيير؟؟؟ ثم تطلب مني أن أتحلي بيقين التغيير, كيف؟؟؟
في الواقع وقفت متسمرا فلم أجد إجابة.... ثم لكمتني هي بضربتها القاضية تقول.. في وطننا يسأل الجميع قبل أن يعمل أو قبل أن يناضل … في أي مكان سنكون إذا ما حدث التغيير؟؟؟؟؟!!!!
صمتُ طويلا وأخذ عقلي يشرد بعيدا هل ضاع حلم التغيير.. وهممت أن ألومها إلا أنها قالت: فلنكن نحن اليقين, نعم يا عزيزي فلنكن نحن, أنا وأنت هذا اليقين المنشود حتى نحقق هذا الحلم "التغيير" المأمول.
وإلى حديث آخر مع نفسي عساه أقل وطأة وقد تحقق الحلم। رابط
حديث ذو شجون

الثلاثاء، 10 أغسطس 2010

رأي البسيط في انتخابات مكتب الإرشاد


حسن شعيب

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم, وأرضا اللهم عن سادتنا أبا بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة أجمعين, عن التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين ورحم الله الإمام البنّا مؤسس هذه الجماعة وجميع مرشديها وقادتنا وكل من له فضل علينا.
بادئ ذي بدء, ترددتُ كثيرًا في تناول الأحداث التي جرت مؤخرًا في جماعة "الإخوان المسلمين" وخاصة انتخابات الإرشاد، حيث تنتابني مشاعر متضاربة بالفرح تارة وبالقلق تارة أخرى।

مشاعر متضاربة
وقد نبع فرحي من إصرار المرشد على ترسيخ قاعدة جديدة بترك منصبه بعد فترة واحدة ، ومناقشة بعض القضايا الفكرية بل والتنظيمية للجماعة عبر الإعلام سواء بالرضا أو بغيره، واهتمام الرأي العام الإقليمي منه والعالمي بكواليس ما يحدث داخل جماعة الإخوان، وأصبح المواطن العادي يعرف كثيرًا من رموز هذه الجماعة ويقارن بين مواقفهم وتصريحاتهم وأفكارهم بل وربما تفاعل وتمنى فوز بعض منهم في انتخابات الإرشاد الأخيرة وهذا في حد ذاته مكسب। ويأبى الموقف أن يمر بدون مشاعر أخرى يغلب عليها القلق من الاختلافات التي حدثت والتي لم تكن لتعكر صفو الحدث لولا أنها تزايدت بشكل يفوق حجمها، وقلق من تفاعل بعض أفراد الجماعة مع الأزمة وسلوكهم إزاءها والتعصب لأحد وجهتي النظر فيها، وقلق من مساحة وحجم التغيير التي حدثت في نتائج الانتخابات ونوعيته।وحتى لا تنتهي الأحداث وكأنها جعجعة بلا طحين وحتى لا ينفض السامر، فعلينا أن ننظر بعين ثاقبة لما حدث ونحصل منه استفادتنا من ملحوظات واقتراحات تتعلق بالمجمل والإطار وليس التفاصيل حتى نضع إجابات على كثير من التساؤلات المهمة... ماذا حدث, ولماذا؟

عفوا.....لو سمحت
وإن كان لي أن أدلي بدلوي فلن أكتب عن ما حدث وتوافقي أو اختلافي معه ولكني سأقف على أربع نقاط أرى أهمية بالغة لها في أن تتصدر اهتمامات مكتب الإرشاد القادم كوسائل وسياسات لا تشغل أبدا ولا تحرف البوصلة عن الأهداف والخطط والغايات।

1- الإعلام الخاص بالجماعة والخارجي والتعامل معه
لقد لمسنا في الأزمة الأخيرة الحاجة الماسة لوجود "إعلام خاص" قوى وسريع ومتفاعل وواسع الأفق يعرض الرأي والرأي الآخر ويراعي الوقوف على مسافة متساوية من الاختلافات في الآراء، ولا يعظم شخصا على آخر أو فكرة على أخرى، جرئ يتخطى الحواجز والحدود، مؤثر ويسهم هو ذاته في عملية تطوير الجماعة وتحسين أدائها ولا يكون فقط مجرد بوق يعلن عنها بما يشاؤه البعض وكيف يشاؤه। وأن تتنوع مساراته وتتجدد أشكاله فيخرج عبر المواقع الالكترونية والتسجيلات المرئية والإذاعات الصوتية والكتابات الورقية راسما خطى واضحة ومجدولة للوصول لإنشاء قناة فضائية।

أما الإعلام الخارجي فينبغي أن نحسن استخدام اللغة التي يفهمها ويقبل عليها دون أن يكون لنا خطابين، وأن نمد جسور تواصل معه تكون على طريقة الذهاب والعودة فنأخذ منه وعنه الانتقادات والتساؤلات ونرسل خلاله وعبره الآراء والمواقف والأحداث، سيظلمنا تارة ويتجنى علينا أخرى (مع مراعاة أنه قد لا ينصفنا البتة) ولكن شئنا أم أبينا سيكون هذا دوما ديدنه فليفعل ذلك ونحن معه متفاعلون بدلا من أن يتفاعل وحده بعيدا عنا ونحن له لائمون ومنتقدون


।وفى الاتجاهين علينا أن نسمح بمساحة أكبر للنقد العلني ومناقشة أمور فكرية بل وتنظيمية داخلية في بعض الأحيان على الملأ، فلقد أوضحت التجربة أن توفر المعلومات يساهم في كشف الحقائق ويجليها أكثر من الخوف من أن يربك القواعد والتي حق أصيل لها أن تعرف ما يدور وكيف يدور، وأن إتاحة الفرصة لهذه الآراء المختلفة لتخرج عبر وسائلنا الإعلامية قبل غيرها سيتيح فرصة أفضل لحصرها ومناقشتها وتوضيح تفاصيلها بدلا من اللهاث ورائها عبر المواقع المترامية والجرائد المختلفة والمنتديات والمدونات، ولاسيما أن أفكارنا وإجراءاتنا ولوائحنا ومجالسنا ووسائلنا تستحق الظهور للناس عامة وأن يتكشف لديهم وأن يقدم للحركة الوطنية تجربة وأنموذجا ومثالا وقدوة يُحتذى بها


।وأخيرا - اختيار من يتحدث باسمها- ويرفع صوتها بمن يتحلى بمهارات الحوار والنقاش والإقناع، ومن لديه قدر من القبول الخارجي والمقدرة على انتقاء العبارات وتجاوز المنزلقات الحوارية، ولا يعيب اختيار البعض لتلك المهمة باقي الإخوان ولكن لكل عمل رجاله, حتى وإن حسنت نوايا الجميع واتفقت أفكارهم فإن هناك شخصا قادرا على أن يحليها بلسانه ومنطقه فيزرعها في قلوب الناس وآخر يسيء تقديمها فيلفظها الآخرون، وجمال دعوتنا وروعة حركتنا يحتاج حقا لذلكم المسوق البارع حتى يقبل عليها الراغبون।२

2- اللوائح والإجراءات

إنما وضعت لكي تضبط العمل وتكون بمثابة رمانة الميزان التي تحكم حركاته، لذا ينبغي أن تصاغ بشكل جيد ومحدد فيما يجب تحديده ومرن فيما يجب المرونة فيه، وأن يعاد النظر لها ككل بعد أن تعقد لها جلسات مطولة عبر مستويات مختلفة تبدأ من الفرد القابع في شعبته وتنتهي بعضو الإرشاد في مكتبه، مع وضع الانتقادات والاقتراحات في الاعتبار، ثم توضع بين يديّ لجنة قانونية إدارية متخصصة। وهذا الأمر يرجع لشيئيين:-

الأول, اللائحة تضمن تماسك البيت الداخلي، ليصبح أقدر على الانجاز والعمل والفعل والمضي قدما في طريق انجاز غاياته وأهدافه।

الثاني, ضرب مثالا عمليا لقدرة المشروع الإسلامي على الإدارة والضبط للتجمعات البشرية، وتعطى تجربة حية لشمول الإسلام। ولابد أن تأخذ هذه المراجعة من الوقت ما يكفى لإرساء لوائح تبقى فاعلة ومستخدمة لعدة سنوات، وهذا العمل ستقوم به مجموعة متخصصة بعد استطلاع واسع لآراء الجميع كما أسلفنا।3-

३- ثقافة الأفراد

ولعلها أهم النقاط وأخطرها، فهي التي تحكم وتوجه التيار العام للعمل ومفرداته، لذا ينبغي أن يعنى عناية خاصة جنبا إلى جنب مع الاهتمام بالتربية والثقافة الإسلامية أن يعنى بالثقافة المدنية –إن صح التعبير- لدى عموم الأفراد، عبر برنامج يشمل ثقافة الحوار والاختلاف وثقافة النقد والنصح وثقافة العمل الجماعي والشورى وثقافة الانتخاب والاختيار وثقافة الإدارة والتخصص والأولويات।حتى يصبح عموم الأفراد في حصانة من الأمراض وكما يقال الوقاية خير من العلاج فأن تصبح مناعة الأفراد قوية نشطة خير من أن تضيع الأوقات بعد ذلك في ذب الجراح وتضميدها وتخفيف الآلام وتسكينها।برنامج ثقافي واضح متنوع إلزامي يصنع شخصية مسلمة ودعوية متزنة ومتيقظة ومدركة ومؤثرة، لا تجرها الأحداث ولا تهزها الأقوال ولا تستفزها الاختلافات والانتقادات।4-

४- الصراحة والشفافية والوضوح

ومن أهم الدروس والنقاط هي تلك المتعلقة بالصراحة والشفافية والوضوح، فبرغم أنها لم تكن اختيارا مقصودا بهذا الشكل الذي ظهرت به في الأزمة وإنما دفعت إليه الجماعة دفعا واضطرت إليه اضطرارا وهى أن تكون صريحة وواضحة لأبعد الحدود- قدرا ما- ليست صراحة داخلية فحسب بل صراحة وشفافية على صفحات وقنوات الإعلام وأمام الرأي العام ككل، صراحة وشفافية وصلت لأول مرة لتفاصيل التفاصيل لتشمل صيغ الاستفتاءات وأعدادا دقيقة وأسماء وأشخاصا بمهامهم وأدوارهم، إلا أن نتائج هذه الصراحة والشفافية وثمارها الايجابية أكبر وأعظم بكثير من هالات الغموض السابقة التي كانت تبقى في أذهان أبناء الجماعة قبل من هم خارجها في شكل مجموعات من الأسئلة التائهة الحائرة.

।تلك النقاط الأربعة أرى أنها من أهم الدروس التي يمكننا أن نخرج بها من الأحداث الأخيرة، ولكن يبقى ختاما أن أؤكد على ثلاثة نقاط:

-1 الظرف الأمني: ولا يخفى على أحد ما يحيط بالجماعة منه مما لا يجعلها تعمل في بيئة سوية تتيح لها التحرك بحرية، ولكن ينبغي أن لا يكون ذلك معوقا على تطوير أدائها بل إن كثيرا من المقترحات من شأنها أن ترفع أسهم الجماعة في الحياة العامة وفى نفوس أفرادها بما يجعلها تتحصن بالتفاف شعبي وتجذر في تربة هذا الوطن وحركاته المدنية بما يحميها من القبضة الأمنية الغاشمة المتلاحقة।2-


२-الاختلاف أمر فطرى بشرى: وكما يقال فالعملة لها وجهان يختلف كل منهما تمام الاختلاف في وجهته إلا انه لا يمكن فصلهما عن بعضهما البعض ويحمل كل منهما الآخر، كذلك ينبغي أن تتسع صدورنا للخلاف في الأفكار والرؤى فما يراه البعض خطأَ مطلقا يراه آخرون عين الصواب، وما يعتبره البعض هزيمة وانكسار يراه الآخرون سبقا للعصر وقفزات للأمام، والعكس صحيح। و أن نجاح العمل الجماعي وأهم تحدياته هو أن يبلور تلك الاختلافات التي تصل للتناقض وأن يصل لقرار وراية يعمل تحتها الجميع في النهاية على قلب رجل واحد।3-


3- وأن يظل في أذهاننا دوما وبوضوح المسار مساراَ والهدف هدفاَ: فمهما اختلف عملنا في شكله أو هيئته أو طبيعته أو مساره مارا بالتمكين لهذا الدين وعز وطننا ورفعته ورفع الظلم ومحاربة الفساد إنما يهدف لهدف واحد في النهاية وهو الوصول لرضا الله وجنته، ولا يصح أبداَ أن ننشغل بالمسار ثم نضل الطريق عن الهدف، كما ينبغي في ذات الوقت أن نمهد المسار جيدا لنصل للهدف। (كما حدث للبعض بعد الانتخابات البرلمانية)।


وفي نهاية المطاف, علينا جميعا مهما كان حجم الاختلاف ونتائجه، أن لا تغيب عن أعيننا حقيقة الهدف وأن نبذل كل البذل للوصول إليه، كلٌ منوطٌ بنفسه وما يصلحها ويوصلها بسلام للغاية والهدف، إن كان في عمل جماعي بما له وما عليه فبها ونعمت، وإن كان غير ذلك عبر مشروع شخصي له دون أن يغلبه كسل أو ملل فعلى الله الاتكال، (كل هذا في إطار جماعتنا المحبوبة) المهم أن يبقى هدفنا التمكين لهذا الدين وإعلاء هذا الوطن حتى نصل في النهاية لبر الأمان في كنف رضا الله وجنته।
تمت والله أكبر ولله الحمد



رمضان في حياتي.. بين الترغيب والترهيب


حسن شعيب

مع قدوم الشهر الكريم, أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات, ينتابني شعورٌ هو مزيجٌ بين البِشر والفرحة والسرور بهذا الشهر الفضيل وأنه خير شهور الدنيا وما يحمل فيه من أبواب المغفرة والرحمة للجميع عملا بقول سيد الخلق صلى الله عليه وسلم "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"॥ وغيرها من الأحاديث التي تحث على اغتنام هذا الشهر وهذه النفحة قبل أن تنفلت منا, وهذا ما يقودوني بدوره إلى الإحساس الآخر أن يفلت رمضان دون أن نكون نحن وإياكم ممن غفر لهم وكتبهم الله في عتقائه من النار।
هذا الحديث الذي طالما سمعته إلا وأحسست بقشعريرة تسري في أوصالي "رَغِم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يُغفَر له، قل: آمين..فقلتُ: آمين", وقفة يا سادة مع هذا الحديث بالله عليكم , شيء رهيب أن يهل علينا رمضان وقد أصبحنا من المرغمين أنوفهم أو ممن خابوا وخسروا, ودعوني أصارحكم, هذا الشهر الذي كثيرا ما يوصف بأنه كريم, لابد أن ننتبه أنه كذلك ضيف خطير فإن أكرمناه رفعنا وجعلنا ممن غفر لهم, أما, ويا ويلي من تلك, إن أهملناه فقد بوئت بالخسران المبين وصرت من الخائبين.
في هذه الآونة يكثر دعاء اللهم بلغنا رمضان, وكلما سمعت هذا الدعاء شعرت بتوجس وقلق رهيب وأضحيت مهموما, لأنني أخاف أن يرغم أنفي هذا الضيف العظيم الخطير, وبعد مرور ثلث الشهر أتذكر على الفور َ"رغِم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يُغفَر له، قل: آمين..فقلتُ: آمين, وأسمع قولهم لقد فات ثلثه بسرعة.
تعرفون لماذا أخافه أيضا, هذا الضيف, برغم ما فيه من تحصيل للثواب والحسنات وكثير مغفرة, إلا أنه يفضح من يُقّصر فيه ولا يغتنمه, بل ويذكرنا بأننا غير جاهزين للقاء ربنا, وكيف أننا لسنا من أهل الذكر والصلوات والفجر والقيام والتهجد والصدقة ويشعرنا بمدى بعدنا عن دستورنا قرآننا وعن المحافظة على تلاوته, إن هذا الضيف يا سادة يعرينا ويكشف ما نظل طوال العام نحاول أن نداريه أو نخفيه عن أنفسنا.
ثم يمضى ثلثاه وقد أحسست بالويل إن لم أكن من المغفورين لهم أو لم أغتنم عشره الأخير والذي أجتهد فيه قدر استطاعتي فأجري إلى المسجد معتكفا طيلة العشرة أيام, أتحرى فيها كل ثواب وكل طاعة وبطبيعة الحال أفتش فيها عن ليلة القدر, جعلنا الله وإياكم من الفائزين بها, ثم أظل أدعو وأدعو وأتبتل واخبت إلى الله عله يغفر لي ما فات, لكن وبرغم حسن ظني الكبير بالمولى عز وجل وثقتي برحمته وغفرانه, يمضي رمضان آفلا في الرحيل ولكني ما زلت أشعر بالحيرة أَغَفَر الله لي، أم رَغِم أنفي يا ويلي!...هل نجوت أم ضعت وخسرت।فاللهم إني أدعوك أن تجعل رمضان هذا العام أفضل رمضان مر عليّ, عسى أن تقبض روحي وقد غفرت لي ولا ترغم أنفي ولا تجعلني من الخائبين الخاسرين وارزقنا صحبة النبي العدنان صلى الله عليه وسلم وامنن علينا بالزيادة والنظر إلى وجهك الكريم .... قولوا آمين॥ الرابط
رمضان في حياتي

الاثنين، 12 يوليو 2010

تفاءلوا بالخير تجدوه


حسن شعيب
كنتُ قد أخذتُ على نفسي عهدًا في الآونة الأخيرة ألا أبعث على الناس إلا ما يدفعهم دفعًا نحو المستقبل بأمل في الله وتوكل عليه وتفاؤل, أعلم أن الكثير من حضرتكم قد يسأل وهذا ما حدث مع بعضهم...أي شيء في حياتنا يبعث على هذا التفاؤل؟, ولأني أتمنى من سويداء قلبي أن ينعم الناس بحياة تكون فيها الابتسامة شعارًا والسعادة عنوانًا, وددت من كل قلبي أن نُؤصل للتفاؤل في حياتنا .... يا سادة, "أقبلوا على الله بقلوب يملؤها التفاؤل والأمل في القادم".
النبي المتفائل
وقديمًا قالوا تفاءلوا بالخير تجدوه, قالها لي أحدهم فأخذتُ أبحثُ عنها وأصلها, وهل وردت عن سيد الخلق (صلى الله عليه وسلم) أم ماذا, صدقًا لم أجد أنها من أقوال المصطفي صلى الله عليه وسلم كما قال الكثير من العلماء إلا أنهم أكدوا أن النبي محمد هو من جعل الفأل الحسن أصلًا في حياتنا وإسلامنا, مجسدًا خير نموذج له قولًا وعملًا, فالتفاؤل من الصفات النبيلة والخصال الحميدة التي حبا الله بها نبيه الكريم ورسوله العظيم.
لقد كان أبو القاسم (صلى الله عليه وسلم) يرفع شعار التفاؤل في كل أموره وشؤونه، في حلِّه وترحاله، في الحرب والسلم، في الجوع والعطش، ومن منا ينسى يوم أن كان مهاجرًا إلى المدينة فارًا بدينه وباحثًا عن موطن لدعوته, حيث ينحت لنا التفاؤل والأمل بكل معانيه وأقصى درجاته وبروزه عندما وعد سُراقة بن مالك, الذي كان يطارده ليظفر بالجائزة التي رصدتها قريش, بسواري كسرى.
وفي الرحلة ذاتها, يُرسخ لنا سيد الخلق استشعاره معية الله والثقة به وضرورة معنى التفاؤل في مشوار الدعوة أو التغيير الطويل: ( لا تحزن إن الله معنا), وفي غزوة بدر أخذ معلم البشرية يخبر الصحابة عليهم رضوان الله بمصرع رؤوس الكفر وصناديد قريش ليحثهم على القتال, مع قله عددهم, وهم واثقين ومتفائلين أن النصر قادم.
شربة ماء
وعندما نذكر تفاؤله صلى الله عليه وسلم, فأنّى لنا ألا نذكر يوم "إذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنون, هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا".. يوم غزوة الأحزاب وحفر الخندق وتبشيره صلى الله عليه وسلم بفتح مدائن كسرى وقيصر والحبشة وسيادة المسلمين عليها, يوم أن اعترضتهم صخرة تعسر على الكثير تفتيتها فكانت من نصيب النبي العدنان.
إنه التفاؤل يا سادة, السلوك الذي يصنع الشخصية الناجحة التي بدورها تصنع المجد لدينها ووطنها, باعتباره شعاعًا في قلب الحلكة والظلمة, وفي حين اشتداد الأزمات تجده ملاذًا ومخرجًا, وحصنًا منيعًا تستنجد به, بل إنه شربة الماء التي تروي ظمأ العطشى إلى التغيير والمضي قدمًا نحو تحقيق الأمجاد والنجاحات.
مقومات المجددين
يمضي التفاؤل في النفوس زارعًا الأمل, حافزًا للنشاط والعمل موفرًا الثقة بالنفس، وتلك هي عناصر أساسية لمن يسعى نحو تحقيق النجاح, والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا التفاؤل الآن؟ لأننا بحاجة إليه إذا كنا نؤمن بالله ربا وبالرسول نبيا وبالإسلام دين المتفائلين, فبرغم كل ما نشقى فيه من تحديات ومصاعب, ومشاكل تبعث على اليأس للأسف, لذا فإننا ينبغي علينا بث روح الأمل والتفاؤل والرجاء , "إنه لا ييأس من روح إلا القوم الكافرون".
أيها الجمع الغفير الباحث عن التغيير في الحاضر والواقع المرير ويسعى حثيثًا نحو تخطي الصعاب وشق دياجير الظلام والتغلب على التحديات, فتشوا داخلكم على باعث للسعادة ومحفز للنهوض فأحيانا نعتاد على الحزن واليأس حتى يصير جزءًا منا وذلك لأنك لا تجد ما يسعدك كما هو حالنا الآن, تعالوا نتلمس السير في هذا الظلام والعتمة يحدونا الأمل والتفاؤل في القادم إذا ما لم نجد ما يُضيء لنا طريقنا। وختامًا نقول تفاءلوا بالخير تجدوه, دمتم متفائلين كلكم أمل في المستقبل..... مودتي....الرابط
تفاءلوا بالخير

"أسطول الحرية".. اغتيالٌ صارخ للحرية




حسن شعيب
أُطلق عليها أسطول "الحرية", هذه ليست من قبيل المصادفة ولكنها حقيقة فهؤلاء اللذين استقلوا هذا الأسطول أحرارٌ، خرجوا من ديارهم، وتركوا خلفهم أهلهم وذويهم، واجتمعوا من كل حدب وصوب، على اختلاف ألسنتهم وألوانهم ودياناتهم؛ لفك الحصار عن أكثر من مليون ونصف فلسطيني يعيش مأساة حقيقية في "غيتو" غزة, وهم يعلمون جيدًا أنهم يبحرون صوب الفخ بل ونحو كيان لا يعرف الرحمة ولا يفهم معانيها بل ويجسد العنصرية بشتى أنواعها.
لقد تحدى هؤلاء الأحرار الصهاينة، وخاطروا بحياتهم، حتى أن منهم من كتب وصيته في البحر، ومن حادَث ذويه قبل أن يخرج أنه ربما لن يعود ثانية، ومن أقسم ألا يرجع قبل أن يدخل غزة, وغيرهم كثير وكثير, وكان من بينهم الشيخ رائد صلاح، الذي ما أنهى معركته في القدس بالأراضي المحتلة أو ما تسمى أراضي 48، حتى بدأ أخرى في عرض البحر لعيون غزة ورفع الحصار عنها وعن أطفالها ونسائها.. هذا الرجل,.. (والله وددتُ لو قبلتُ الثرى الذي تطأه قدماك).
كل ما سردناه ليس فيه ما يدعوا الصهاينة للعدوان, ولكن عندما نقول, أن هؤلاء الأحرار كانوا يحملون أدوية ومساعدات إنسانية يحتاجها قطاع غزة بصورة ملحة وضرورية، بعد أن وصل ضحايا الحصار إلى 372 شهيدًا, فستفهمون ما ستقوم به النازية الصهيونية على الفور حتى لا تمهل أهل غزة الأبرياء المحاصرون منذ أربعة أعوام بتنفس الحرية ورؤية أهلها.
فبينما كان الكثير منا يغط في النوم، كانت الوحشية الصهيونية الخاصة "الكوماندوز" ترتكب أبشع مجزرة في حق الحرية وأهلها فقتلت 19 وجرحت عشرات آخرين، واقتادت الباقين إلى الاعتقال والاستجواب..لحظة هل تعرف؟ أنه قد (سقط من القوات سهوًا قائمة مدرج فيها أسماء بعض الشخصيات على متن السفن، وكأنها قائمة اغتيالات).

في الواقع, ينتنابني خجل كلما فكرت في نزول أحد الكائنات الفضائية إلى الأرض وحكى له أحد سكان الأرض عما حدث فسيتهمته على الفور بالجنون والخبال، وخصوبة الخيال، وهذا ما سيتهمني به أولادي حينما أحكي لهم ما حدث وأروي لهم هذه البشاعة المفرطة, خجلٌ ينتابني كلما فكرتُ في هذا الموقف، كيف سأبرر لهم حدوث هذا كله وأنا حي أرزق وكيف سكت وصمت عليه؟
أو قل كيف سكت العالم ولا سيما العالم العربي والإسلامي –الأخرس- على هذه الجريمة الشنعاء, لقد بحثت عن كلمة أقولها لأصحاب الوسائد (فبلادنا تحولت من بلاد محترمة ذات سيادة إلى بلاد محتلة ذات وسادة) فلم أجد أبلغ من كلام سيدنا علي بن الخطاب كرم الله وجهه في مقام ذم من كان معه في الكوفة:
(يا أشباه الرجال ولا رجال، حُلوم الأطفال، وعقول رَبَّات الحِجال، لوددتُ أني لم أركم ولم أعرفكم، معرفة جرّت والله ندماً، وأعقبت سدما (همًّا مع أسف أو غيظ.) ... قاتلكم الله لقد ملأتم قلبي قيحاً، وشحنتم صدري غيظًا. ما أراكم إلا صُمٌّ ذَوو أسماع، وبُكْمٌ ذَوو كلام، وعُمْي ذوو أبصار، لا أحرارَ صِدْق عند اللقاء، ولا إِخوانَ ثقَةٍ عند البلاء)
عفوًا... مازالت عمليات الاغتيال للحرية مستمرة, فهناك الكثير من قوافل الحرية التي ستنطلق تكريسا لمعنى الحرية برغم اغتيالها مرارا وتكرارا, ونحن نقف صامتين صمت القبور, ولا حول ولا قوة إلا بالله
أيها العالم الأخرس... هداكم الله أو أراحنا منكم, وأيقظنا نحن من غفلتنا، فليس جرم صمتنا بأقل من جرمكم....الرابط। أسطول الحرية

فلسطين جرحنا الغائر.. لا تنازل عن الثوابت


حسن شعيب
قبل فترة وجيزة, كنا نتذاكر جميعًا مرور 62 عامًا على يوم النكبة الذي يوافق يوم 15/5 وهو بالطبع في العام الذي لا ننساه هو عام 1948, العام الذي اغتصب فيه الصهاينة واليهود أرض فلسطين الغالية, ودنّسوا المسجد الأقصى لكي تظل هذه القضية وبعد مرور كل هذه السنون, هي جرح المسلمين الغائر.
ونحن هنا لسنا بصدد سرد تاريخ, وإن كان من الضروري فعل ذلك, ولكن حتى نقرر ما هي ثوابتنا تجاه هذه القضية وحتى لا يتم التنازل عن تلك الثوابت بمرور الأجيال فلنجعلها إرثا نتوارثه ونورثه لأبنائنا وأحفادنا وحتى لا تنزع القضية من بين أيدينا عودًا عود وفتيلًا بعد فتيل.
لابد أن نتذكر دائمًا وأبدًا أن الثوابت الحقيقية, برغم مرور كل هذا الأعوام, هي تلك التي بدأت القضية بها, ... "فلسطين الكاملة والقدس الكاملة والعودة الكاملة والحل النهائي الشامل"، هي الثوابت الحقيقية، لا ربع القدس وربع العودة أو عُشر فلسطين.
إذا ما رجعنا عبر الزمن للخلف, نجد أن أصل الحكاية نكبة, وهذا ما ينبغي علينا ذكره دائما, لذلك يصبح من المنطقي والواقعي أن يحمل كل فلسطيني سلاحه, إن وجد, للدفاع عن بيته المغتصب، وخيره المنهوب، وأرضه المنكوبة, وأرضه المسلوبة.
أرفض وأعتقد أن هناك الكثير منكم يرفض معي وبشدة أن نحصر الحديث الدائم عن الكرّ والفرّ والاستيطان في الضفة الغربية، وحصار قطاع غزة والحرب عليه، وحصر الصراع جغرافيًا وديموغرافيًا في هاتين البقعتين، لأنه بذلك يُبعدنا نسبيًا, ولا أبالغ إن قلت بشكل كبير, عن التفكير بالسبب الأساسي وأصل الحكاية! والثوابت الحقيقية.
لابد أن نعي جيدًا أن أصل الحكاية هي أراضينا الشرعية في ما قبل 1948, التي ضاعت للأسف مع النكبة، وأن حصر الحديث عن الحقوق المدنية فقط للشعب الفلسطيني وعودة اللاجئين، يُخرج الموضوع عن مساره الحقيقي والجريمة الحقيقية التي حدثت بسبب الإرهاب الصهيوني في النكبة.
كما أننا نرفض أن نفصل الواقع عن ماضيه الذي سببته جريمة النكبة, حيث تناول الحديث عن الثائر والمقاوم الفلسطيني، بوصمه بالإرهاب من دون العودة إلى العوامل التي ساهمت في حمله السلاح والمقاومة، وفي أحسن الأحوال, النظر إلى العامل الاجتماعي الضاغط تحت خط الفقر في المخيمات هو سبب حمله السلاح.
إن تناول الأمور تاريخيًا أو منطقيًا أو حتى واقعيًا باستخدام الوسائل الحديثة للإعلام بسرد القضية عبر فيلم أو شريط وثائقي أو قراءة سياسية واجتماعية وتعاملها مع أي حدث فلسطيني أو لحياة أي فلسطيني، لكي تحقق العدل والإنصاف, ينبغي أن تقوم أولًا بالمرور عبر أحداث النكبة، هذه الأحداث التي ما زلنا نحيا فيها، ونسمع حكايات أهلنا المتواصلة عن يومياتها ووقائعها، من جيل إلى جيل.
جميعنا يعرف جورج جالاوي, صاحب قوافل شريان الحياة, قال كلاما يؤكد كثيرا مما أعنيه, حيث قال:
"لقد تقدّم بِي العمر وإنني لن أبلغ عهد تحرير فلسطين، وكل ما أؤمله وأرجو أن يدخل معكم ابنِي عز الدين لفلسطين وهي مُحَرّرة، ثم تربتون على كَتِفه مبتسمين تقولون: يا عز الدين قد كان أبوك جورج بيننا كان معنا في نفس الطريق، ولقد وصلنا يا عز الدين... ثم تنهَّد واستأنف..وقال: لكنني حين يكبر ابنِي وأنا لا أزال حيًّا، ثم يقرأ التاريخ وإذا به يصدم من قصة شريط من الأرض اسمه غزة تواطأ العالَمُ عليه حتى خُنق وسُحق أطفاله، فإذا التَفَت إليَّ عز الدين وقال: يا أبي، هل أدركتَ هذا الزمن، كيف تركتم غزة؟! ألا يخجل العالم ...؟ سأقول له: الله يعلم يا بني أنني لم أترك نَفَسًا أملكه لأجلهم إلا بذلته.. لعلّ عز الدين أن يغفر لي".
لعل أولادنا يغفرون لنا, فقدموا لفلسطين الحبيبة الغالية, النفيس والغالي كي نحافظ علي ثوابتها وأصل الحكاية وحتى يترحم علينا أولادنا.... الرابط جرحنا الغائر

مدارس فلسطين والطلاب الأفذاذ


حسن شعيب

منذ أيام كنت بحضرة بعض طلاب الناصرية (في المرحلة الثانوية) الذين يدرسون في المدارس المصرية, التي أكل عليها الدهر وشرب, وسمعت منهم الكثير من المآسي التي حزنت عليها كثيرًا وتمنيت أني لم أسمع لهم أو حتى أجلس معهم لأعرف هذه الكوارث التعليمية والتربوية في مدارسنا, بالطبع لا أنكر أني كنت على دراية بعض الشيء بجزء مما يحدث لكن أُصدقك القول ليس من رأى كمن سمع وهؤلاء الطلبة أعتقد أنهم خير شهود عيان على ما يحدث
في الواقع أني لست بصدد تقييم مدارسنا الميمونة, وإن كان الأمر يستحق الدراسة والتقييم والتقويم أيضا, لكني منذ أن أخذت عهدًا على نفسي ألا أغوص في مآسي الناس كثيرًا فيكفي كلا منا ما يعيشه من مشاكل وألا أبعث فيهم وفيّ إلا روح الأمل والإقبال على الحياة.
الغريب في الأمر أننا نجد روح الأمل والتفاؤل في هذا الأمر من فلسطين, جرح المسلمين الغائر, الذي تعمدت وسائل الإعلام ألا تنقل لنا عنه إلا ما يحزن ويصدم, حتى آثر الجميع عدم متابعته كي لا يزيدهم همًا على غمهم وحزنهم, وأسوق لحضرتكم نموذج واحد من نماذج الأمل والعزيمة من هناك من فلسطين الحبيبة إلى قلوبنا جميعا.
هل سألت نفسك يوما, كيف تقوم المصالح والهيئات والمدارس يوميًا في فلسطين بعملها في ظل هذا الحصار الرهيب والاحتلال الغاشم وإخواننا الفلسطينيين يعيشون تحت نير وصلف الصهاينة.. إليكم اليوم الدراسي بالكامل ولنتعلم منهم...
يبدأ الأطفال والمدرسين يومهم برحلة تخطي المعابر بمواجهة نقاط التفتيش حيث تجد فتيات وفتيان في عمر زهور الربيع يقفون متحدين بكل شجاعة رائعة وقوة, لا أعلم من أين جاءوا بها, أما جندي من جنود الكيان الصهيوني والاحتلال الإسرائيلي يحمل في يده الباطشة بندقية كلاشينكوف آلي ليمنعوهم من المرور بل ويرغموهم ويأمروهم بالعودة إلى منازلهم المهدمة والمستباحة في الأصل.
لكن تلك الزهور الباسلة, صغيرهم قبل كبيرهم, طلابهم قبل معلميهم, يصرون على المرور ويتحدونهم محاولين تخطي هذه الحدود والمعابر ولكن دون جدوى.... العجيب في الأمر هل عاد الطلاب إلى منازلهم ولهم بالتأكيد عذرهم في ذلك ,, كلا إنهم أصروا أن يضربوا لنا أروع الأمثلة في الشجاعة وحب العلم.. ترى ماذا فعلوا؟
لقد قاموا وبدون يأس بنصب المدارس وإقامة الفصول في الشوارع ونهلوا من العلم أمام الجنود الصهاينة, إنها شجاعة منقطعة النظير . أخيرًا إلى طلابنا هل ننتظر أن يحتلنا الصهاينة حتى نقبل على العلم وننهل منه ونرفل في نعمته.
أيها الأحباب نحن "أمة اقرأ"... قال تعالي" يرفع الله الذين آمنوا منكم و الذين أتوا العلم درجات و الله بما تعملون خبير". سورة المجادلة.. اللهم ارفعنا بالعلم درجات في جنانك ونعيمك في الفردوس الأعلى...الرابط مدارس فلسطين

الاحتواء والإقصاء....السلامة والخلل


حسن شعيب

بادئ ذي بدء, نحمد الله جميعا على النعمة التي من الله بها علينا ألا وهي نعمة الإسلام وهي تستحق الشكر كل يوم بل كل ساعة...إنها تستحق الشكر والحمد كل شهيق وزفير... فالحمد الله على هذه النعمة وكفى بها نعمة....
يقول تعالى "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ, إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ" (سورة هود)... وهو تقرير من خالق العباد أننا سنظل مختلفين في توجهاتنا وأفكارنا بل إن الآية الكريمة تعني على المعنى العام الاختلاف على الدين الإسلامي, النعمة التي نرفل في كنفها, ونرجو من الله الثبات عليها إلى يوم أن نلقاه.
لماذا التعصب؟
ولكن دعوني أهمس في أذن كل من يتعصب ويشقى برأيه، ومع الأسف كثر عددهم لأقول له إنه الاستبداد بعينه، وهذا من منظور فقهي واضح مورس في كل عصور الإسلام المشرقة، متفردا به دون غيره من أيديولوجيات وليس فقط من منظور ثقافي معاصر له مصطلحاته المتعارف عليها في عالم الحكم والسياسة، ذلك أن للخلاف في ديننا أدبا وضوابط كلما روعيت ارتقى الخلاف إلى سموّ بالفكرة، واستعلاء بالهدف عن كل ما يعوقه أو يؤخّره...
عذرا...إن نفي وجود تعدّد في الآراء، وتنوّع في وجهات النظر مهما كان حجم هذا التعدد أو ذاك التنوع, حتى وإن كان داخل مجموعة تحمل نفس التوجه والمنظومة الدعوية ذاتها، إما أن يكون مغالطة كبرى ترتكب في حق حقيقة ناصعة, والمغالطة خداع وكذب، وإما أن يكون مصادرة بالكلية لمن نختلف معهم تماماً، واعتباره غير موجود بالمرة وهذا يعني أن نكون عميا أو نتعامى بدعوى عدم وجود خلاف في رؤية واحدة على الإطلاق, وهو ضد طبائع الأشياء وكلا الأمرين مر.
وهذا لا يعني, بالطبع, أن كل مخالف على حق، ولكن لابد من توفر سعة الآخر الناقد بالحلم والتقدير، وتوسيع دائرة الحوار معه حول ما جاء به حتى نتوصل إلى قناعة لدى الطرفين بأي الرأيين، أو اقتناع بفائدة ما ينطوي عليها الرأي المخالف.
الخلاف في التاريخ الإسلامي
وهذا ليس بجديد على تاريخنا الإسلامي المشرق, مصدر عزتنا, حيث أنه لا يوجد في عدل عمر وثاقب رأيه وتقديره لمصلحة دينه وأمته برغم ذلك فإنه يفتح بابا أمام رعيته لمتابعته وتقويمه، ومراقبته والنصح له، فيعلنها قوية... "إن رأيتم في اعوجاجا فقوموني" إنه تحفيز للآخر وتشجيع له كي لا يتردد في الإدلاء بكلمة، أو توجيه بنصح، أو مبادرة بما فيه صلاح، لذلك جاءت مقولة الرعية حادة شديدة اللهجة عنيفة مرهبة, وفق قواميسنا نحن,.. "والله لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناه بسيوفنا", إنها غيرة على الحق مخافة الجنوح عنه، وحرص على استقامته يحدوه الصدق، يترتب عليه مصير أمة ومسيرة دعوة.
لذلك انبسطت أسارير القيادة, الفاروق عمر, وتهلّلت حامدة شاكرة مقررة المقولة الخالدة: "الحمد لله الذي جعل في أمة محمد من يقوم عمر بسيفه", إنه اطمئنان إلى القدرة على التقويم، فربما مع غيابها يتعمق الرأي الفرد، ويتم تكريس الاستبداد، والانفراد بالقرار.
استيعاب المخالف
هذه المقدمة الطويلة, لنأتي إلى لب موضوعنا إنه الاحتواء وما يقابله من إقصاء وهناك فرق شاسع بين الكلمتين.. فالاحتواء, اعتراف بالمخالف، وتوظيف لحركته الدءوبة حتى تصب فيما يصلح المسيرة, أما الإقصاء فهو إنكار عليه وتبديد لحركته وتشتيت لها.
الاحتواء هو سيطرة ناعمة على الآخر، يتحرك بنفسية مطمئنة لا تترقب ولا تتردّد أو تتخوف، بينما الإقصاء تعسّف في التعامل مع الآخر وتكريسٌ للشعور بالظلم، مما يترتب على الأثر النفسي الضخم لسوء الاستقبال الآخر المخالف.
الاحتواء هو قدرة متميزة في لم الشمل ورأب الصدع، وتهدئة الخواطر، والتجميع بين الفرقاء دون حط من أحد على حساب أحد من غير تسفيه لرأي، أو إعلاء لآخر دون معايير..في حين أن الإقصاء عجزٌ يُنْذِر بخطر التكثير من الحانقين والموتورين ممن يترصدون تلقف أي خطأ تُقام الدنيا له ولا تقعد.
الاحتواء مؤشر على سلامة الجو النفسي، وبالتالي صحة التربية وقدرتها على الارتقاء بالأشخاص على وتيرة واحدة ومستويات متعددة، من حسن الأدب والترفع عن سفاسف الأمور, بينما الإقصاء يدل على خلل تربوي لابد أن يُحدَّد موضعه وبواعثه وآثاره ليمكن علاجه والتخلص منه.
في نهاية المطاف, نقرر حقيقة ....في الاحتواء بيئة فاضلة ونفسيات سوية تنتظم الجميع، بينما في الإقصاء اعتدادٌ بصلاح منهج حتى لا يسمح بالنظر إلى عيوبه أو الاستماع إلى ما تشوبه من ترميمات وتجديدات هو بحاجة إليها। ...الرابط السلامة والخلل

المبحوح.. بارقة أمل وشهيدٌ بحق


حسن شعيب

بينما نحن نلعب ونلهو وننشغل بحياتنا الدنيا كان هو على موعد مع ربه!, لا أدري أنبكيه أم نبكينا, إنا لله وإنا إليه راجعون, لله ما أعطى ولله ما أخذ, وكل شيء عنده بمقدار, إن العين لتدمع, وإن القلب ليحزن, ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا لفراقك يا شهيدنا لمحزونون.
قال تعالى "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي", جعل الله دمك لعنة على الصهاينة، ومنارة على طريق التحرير والعودة, رحمة الله عليك وجعلك في زمرة مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
سيرة ناصعة
لمن لا يعرف هذا القائد الشهم, والأسد الهصور, ولد "محمود عبد الرءوف محمد المبحوح في الرابع عشر من شهر فبراير عام 1960, اليوم الذي كانت فلسطين على موعد مع صرخات طفل سيكبر يوماً ويصبح شوكة في حلق الصهاينة ويقض مضاجعهم ويزلزل عروشهم ويخطف جنودهم, ولد بطلنا في مخيم جباليا, مخيم الثورة والصمود والشرارة الأولى للانتفاضة المباركة, حيث شب على كره الاحتلال وعلى حلم أن يكبر يوما ليقارع جنوده وينتقم من مرتكبي المجازر بحق شعب فلسطين الحبيب
نشأ المبحوح على حب أهل الصلاح والتقرب منهم وكان يُعرف عنه أنه كان مواظبًا على قيام الليل، داعيًا الله وملحًا عليه بأن يتقبل عمله خالصًا لوجهه الكريم، وكان يشارك أهله وأولاده العمل في البيت ويغدق عليهم من حبه وحنانه لهم, وفي عام 1978م، التحق بحركة حماس"، وكان رحمه الله منذ صغره يعشق المقاومة والجهاد في سبيل الله، وكانت علاقته بالشيخ "أحمد ياسين" مؤسس حركة حماس ومؤسس كتائب عز الدين القسام "صلاح شحادة" قد توطدت، وكان شهيدنا رحمه الله عضوا في المجموعة العسكرية الأولى
يشفى غيظ القلوب
وفي عام 1988م، وتحت قيادة الشهيد "محمود المبحوح" تمكن بعض أعضاء كتائب القسام من أسر رقيب صهيوني من داخل الكيان الصهيوني، بعد أن جردوه من سلاحه وأوراقه الرسمية، وبعد نجاح المحاولة الأولى قام القساميون بأسر جندي آخر حيث جرى اختطافه بكامل عتاده العسكري، إلا أن المجاهدين اضطروا لقتله وإخفاء جثته؛ نظرا لصعوبة الاحتفاظ به حياً. وتتابعت بعد ذلك هذه العمليات التي حرمت الصهاينة من طعم النوم وراحة البال وكان شهيدنا المبحوح المحبوب يقض مضاجعهم ويقلق راحتهم.
ليلة الاستشهاد
كان المبحوح في طريق السفر إلى إحدى الدول، وأثناء مروره بدبي ونزوله ليلًا بأحد الفنادق, اغتالته يد الغدر الصهيونية الآثمة يوم 19/1/2010 فارتقى شهيدًا عند ربه حتى يكون منارة جديدة على طريق الجهاد والمقاومة والتحرير وليحيا فينا روح الثأر لشهدائنا، التي ستبقى بارقة أمل نسترشد بها طريقنا إلى المعالي.
أخانا الغالي, "محمود المبحوح" بشراك يا من سرت على درب الموحدين المخلصين سالكًا طريق المؤمنين المجاهدين مفضلًا طريق ذات الشوكة حتى غدوت إلى العلا ومضيت مجاهدًا مقدامًا, لا تخشى في الله لومة لائم فكنت قائدًا بحق, مقداما في كل ميدان, فهنيئًا لك الشهادة,.......... ومهما كتبنا عنك لن نوفيك حقك، ومهما سطرت الأقلام فلن تروي حكاية جهادك كاملة فأنت أسطورة جديدة للمقاومة والجهاد.
رحم الله شهيدنا القائد وأسكنه فسيح جناته
نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا .... الرابط رحم الله المبحوح

حمدي شوادة, غفر الله لك


حسن شعيب

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله, صلى الله عليه وسلم, ورضي الله عن سادتنا أبا بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة أجمعين, وعن التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين, ومن منطلق الوفاء كان حديثي, فالوفاء ما أجمله حين تكتنزه للأحبة, فهو يُثّبت الأخوة والمحبة بقاعدة أبدية, وهو إحساس صادقٌ يصل إلى القلوب.
في الواقع, برغم أن أخانا الحاج حمدي شوادة, أبو رزق, رحمه الله قد مضى ما يقرب من عام على انتقاله إلى ربه إلا أننا نتذكره أنا وأحبابي كثيرًا بالخير وهذا لأننا في الأصل لم ننساه فهو في قلوبنا جميعًا, فسواء كنا مع بعضنا أو حتى فرادى نتذاكره ونترحم عليه وندعو الله أن يغفر له ويُسكنه فسيح جناته.
يومٌ لا أستطيع نسيانه, يوم الجمعة 15 مايو العام الماضي, حيث جاءني خبر وفاة الحاج حمدي وأنا في بيتي فهرولت مسرعًا إلى منزله وأنا أشعر بأن عضو مني قد شُل أو توقف عن الحركة, لم ننسى يوما دوره في دعوته إلى الله ووقوفه إلى جانب كلمة الحق ومؤازرته لأهل الصلاح وحبه لهم وكذلك لم ننسى بشاشته وحرصه الدائم على إدخال السرور على إخوانه فسواء اتفق بعضنا أو اختلف مع أسلوبه في التعامل مع بعض الأمور فإننا قد جمعنا الله على حبه وتقديره.
رحل حمدي شوادة الرجل البشوش الواضح المكاشف وقد ترك فراغا كبيرا في حياتنا نشعر به جميعا في قرية الناصرية بل وسمنود عامة, فوالله ما قابلت أحدا من أهل القرى الأخرى نتذاكره معا إلا وكادت أعيننا تفيض من الدمع وفاءا له وتقديرا, حتى إن حبنا له وحزننا على فراقه قد يفوق حزننا على ذوينا وأهلنا برغم أن هذا الرجل لم تربطنا به رابطة رحم أو نسب أو غيره إلا أن الله قد ألف بين قلوبنا وأنعم علينا بنعمة الحب في الله.
وبرغم ما أصابنا من فاجعة في موت أخينا الحاج حمدي شوادة إلا أننا لا نقول إلا ما يُرضي ربنا, إنا لله وإنا إليه راجعون, رحمه الله وغفر له, وأقول لكل من يتذكره ويحزن لفراقه, كحالي, أنه ما أصابنا من بلاء في حياتنا إلا وأثبتت لنا الأيام أنه كان عين اللطف والكرم والجود حيث قال خير الأنام, رسول الله صلى الله عليه وسلم "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سرّاء شكر؛ فكان خيرًا له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيرًا له" رواه مسلم। وفي الختام ندعو الله أن يغفر للحاج حمدي شوادة ويرحمه رحمة واسعة من لدنه ويُدخله فسيح جناته, إنه على ذلك قدير وإنه نعم المولى ونعم النصير। جزيتم خيرا..... الرابط
رثاء حمدي شوادة

الخميس، 27 مايو 2010

شوقًا إلى الإسلام

حزنٌ دفين.. وآلامٌ تنبعث من الأعماق.. وحُداء شمس يشدوا من بعيد, وهي تنزف دموعًا تشع منها حرارةُ الألم وتفوح منها رائحةُ الجراح..
وظلامٌ دامسٌ يلف هذا كله برداء قاتمُ اللون قد اجتاحه السواد فملئه القلب والصدر ضيق.
أنظرُ يمنة, فأرى عُبّاد البقر يسنون الخناجر والرماح...
وعلى مقربةٍ..عبدّة الأوثان وسُّراق الأوطان وهاتكي الأعراض والحرمات..
وأنظر يسرة.. فأرى أهلُ الصليب قد أرهقوا بالنحور اشتهارا.
أنظر فوقي..
أنظر تحتي...
أنظر حولي ..
ظلماتٌ بعضها فوق بعض..
عالـــــــــــــــــــــــــــــــــــمٌ أصبح بلا عقيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدة.
حرماتُ تُنتهك, وآلافٌ تُقتّل وأطفالُ تُذبّح وأفواهٌ تموت صبرا وعقولٌ تائهة وقلوب بلا إشفاق وضمائر ميّتة وأبصارّ حيرى..
لماذا السكوت..وإخواننا بنيران أهل الكفر يموتون..
لماذا السكوت.. وأحبابنا تُهان كرامتهم يقتلون..لماذا السكوت.. ودمع الأسارى يشف دياحير ليل بهيم.
فمن للثكالى ..
ومن لليتامى..
ومن للسبايا..
أيا مسلمون